الوطن

عمار بن جامع يؤدي مهمته وينال الاعتراف الدولي

اُنتخب "دبلوماسي السنة" في نهاية عهدة الجزائر بمجلس الأمن الأممي.

  • 770
  • 2:08 دقيقة
عمار بن جامع
عمار بن جامع

تنتهي عضوية الجزائر غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي غدا، بعد عامين من المداخلات والتجاذبات والمشاركة في معالجة مسائل وقضايا ونزاعات دولية، بقيادة مندوب الجزائر الدائم بالأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع.

وتزامنت عودة الجزائر إلى مجلس الأمن، بعد عضويتها الأخيرة في بدايات الألفينيات، مع تعيين السفير عمار بن جامع على رأس بعثة الجزائر الدائمة بأكبر فضاء دبلوماسي في العالم، ووسط أزمات وتحولات دولية معقدة، أبرزها الإبادة الصهيونية في غزة والقضية الفلسطينية والحرب في السودان وأوكرانيا وقضية الصحراء الغربية وغيرها من الوضعيات والمستجدات الدولية التي طرحت بمجلس الأمن.

واستدعت هذه العهدة عضوية خاصة وخطابا دقيقا وفريقا دبلوماسيا في مستوى تجسيد وترجمة تصور وتوجه وسياسات الجزائر الخارجية، وهنا برز عمار بن جامع بمداخلات قوية وبمبادرات ومشاريع قرارات تعكس تطلعات الأفارقة والعرب، باستثناء الدول الناشزة منهم، التي انشقّت عن الإجماع والتاريخ واختارت التموقع والتخندق ضد القضايا المشتركة.

ونال بن جامع بمرور الوقت إعجاب الرأي العام والمتابعين بكلماته المؤثرة أثناء مداخلاته في جلسات وقف إطلاق النار في غزة ووقف الإبادة الصهيونية بها، مستعملا مفردات دقيقة ومعبرة عن الواقع، ومُسميا الأشياء بأسمائها، ومواجها الكيان الصهيوني المدعوم بالفيتو الأمريكي بحقيقة جرائمه ضد الإنسانية. وشدّ بن جامع الانتباه عندما اشتدّت المجاعة والتجويع والتعطيش على أهل غزة، بإشهار صور الأطفال وهم يحتضرون في وجه ممثل الكيان الذي كان جالسا على مقربة منه في مجلس الأمن، في وضعية خالدة تداولتها وسائل الإعلام الدولية بشكل واسع.

وقاد بن جامع فريقه وسط تجاذبات وتناقضات دولية حادة امتد تأثيرها داخل أروقة ومكاتب مبنى نيويورك الأممي، وتطلبت إدارة اتصال وعلاقات عامة محترفة ولوبيينغ في كل الاتجاهات التي تخدم توجه الجزائر.

ولم يسلم بن جامع من محاولات تسويد هذه الصورة خلال جلسة مجلس الأمن المتعلقة بخطة وقف إطلاق النار في غزة، وتفخيخ المعالجات والمتابعات الإعلامية بأفكار تفيد بأن الجزائر غيرت موقفها. وفي آخر المطاف، نال بن جامع استحقاق دبلوماسي السنة، أمس، واختير وانتخب في تصنيف نشره موقع "باس بلو" المهتم بالشأن الدبلوماسي الأممي.

وذكر الموقع في تقرير له، نشر أمس، أن بن جامع دافع بقوة عن موقف المجموعة العربية بشأن الفلسطينيين وموقف الجنوب في مجلس الأمن الدولي، خلال فترة ولاية بلاده التي امتدت لعامين والتي تنتهي في 31 ديسمبر.

وأفاد الموقع بأن بن جامع دافع بشدة عن القضية الفلسطينية وسط توترات جيوسياسية حادة، واصفاً لزملائه الأعضاء وللعالم، أن ما "نشهده في غزة ليس حرباً فحسب، بل إبادة، ليس فقط للشعوب، بل للحياة نفسها".

واستطاعت الجزائر، باعتبارها ممثل المجموعة العربية والإفريقية بمجلس الأمن، الحصول على التفاف واسع حول عدد من مشاريع القرارات التي رفعتها إلى هذه الهيئة الأممية، خاصة تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والمطالبة بإدخال المساعدات ووقف تهديدات الكيان الصهيوني المتعلقة بحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة.