+ -

رزية الشعب الجزائري تكمن في نوعية بعض نخبه السياسية والثقافية. تصوروا رئيس الهيئة الدستورية المقبورة لمراقبة الانتخابات دربال يقول: ”لا توجد انتخابات نزيهة في أي دولة في العالم”، ولا يحس القائل بخجل مما يقول؟ هل الانتخابات في ألمانيا مزورة، وهل الانتخابات في اليابان مزورة؟! وهل الانتخابات في بريطانيا أو الهند مزورة؟ الحق يقال أن السلطة في الجزائر عندها الحاسة السابعة وهي حاسة ”شم” رائحة القابلية لكل شيء في ”النخب” التي تستعين بها السلطة في تزييف الوعي الوطني لدى الشعب؟! هل من الصدفة أن لجنة الوساطة والحوار تعيّن من طرف السلطة بالطريقة التي عيّنت بها، وتنصب في نفس مقر لجنة دربال المقبورة وتمارس نفس الممارسات السابقة؟! وتصرف وتغرف من المال العام بنفس الطرائق التي كانت تعمل بها لجنة دربال.الطريف في الموضوع أن أحد أفراد هذه اللجنة العريف الدستوري القانوني بوزيد لزهاري قال ”إنه سيتم إنشاء السلطة الوطنية المستقلة لتحضير الانتخابات الرئاسية لا تكون تابعة لأي جهة من أجل ضمان النزاهة والشفافية”.مثل هذا الكلام لا يقوله إلا من كانت عنده قوة اتخاذ القرار! فهل لزهاري أصبح هو السلطة الفعلية؟! وهل استمد هذه السلطة الفعلية في اتخاذ القرار من حواره مع بوعشة ومع بوهادف ومع بن بعيبش؟! لسنا ندري؟! لكن بؤس هؤلاء واضح للعيان.. لكن المعني لم يقل لنا من يعيّن هذه اللجنة وكيف تعيّن ومن هم أعضاؤها؟!هذا المفتي القانوني كان دائما يستدعى من طرف السلطة لإصدار فتوى دستورية وقانونية حسب الطلب، تماما مثلما يصدر رجال وزارة الدين فتاوى لصالح السلطة، كالقول بأن من يقاطع الانتخابات لا يدخل الجنة؟!والمصيبة أن وسائل الإعلام البائسة العامة والخاصة تقوم هي الأخرى بفتح المجال لبعض أشباه الأساتذة والمفكرين لتبرير مثل هذه الترهات؟!لهذا فإن فكرة ”تروحو ڤاع” لا تعني الأحزاب والسلطة ورجالهما، بل لابد أن تعني أيضا وتشمل ”النومنكلاتورا” الثقافية والفكرية والسياسية، ومن يدعون بالخبراء في بلاط السلطة والمختصين في تزييف الوعي العام للشعب بمصيره.. لست أدري لماذا أحس بالإحباط كلما أشاهد خبراء السلطان يسقطون مثل هذه السقطات؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات