+ -

البلاد في محنة والإعلام جزء من هذه المحنة العامة في السياسة والاقتصاد والأمن والعدالة!التلفزيون العمومي تحول إلى تلفاز حكومي وليس عموميا.. التلفزيون هو الحزب السياسي للسلطة، مهمته نقل رأي السلطة إلى الشعب، ولا يقوم بنقل رأي الشعب إلى السلطة، وهي المهمة الرئيسية لأي جهاز إعلامي عمومي وليس حكوميا.التلفزة الجزائرية عششت فيها الرداءة، وتحول الجهاز إلى ممارسة ”البروباڤندة” التي لا تصنع الرأي العام بل تشوه كل شيء في الحياة!حوالي 3500 موظف في هذا الجهاز الإعلامي، وهو عدد ضخم، ولكنه لا يساهم في صناعة الرأي العام السوي في الجزائر أكثر من 5%! الشعب الجزائري يمول هذا الجهاز بما لا يقل عن 2700 مليار في العام، تقتطع من حسابات الجزائريين لصالح التلفزة عبر فاتورات سونلغاز، أربع فاتورات سونلغاز في العام لكل مشترك، وعددهم حوالي 10 ملايين.. وكل فاتورة يقتطع فيها للمواطن 70 دج لفائدة التلفزة. هكذا تحولت شركة سونلغاز من شركة للكهرباء والغاز إلى مصلحة لجمع المال لفائدة التلفزة؟! وحدث هذا الإجراء قبل 40 سنة تقريبا ولا يزال ساري المفعول؟!تحرير الإعلام الوطني من الرداءة لا يكون بالورش الشكلية لدراسة أوضاع هذا القطاع، بل يكون فقط بتحرير القطاع ليتحول إلى إعلام عمومي وليس حكوميا، وهذا لا يحتاج إلا لإجراء كالذي حدث سنة 1989، غداة أحداث أكتوبر، حيث تحرر الإعلام الوطني من ظاهرة الهيمنة الدعائية، فأبدعت التلفزة الوطنية إعلاما ما نزال نحلم بتحقيقه الآن.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات