+ -

رغم أن الجزائر تعتمد أساسا على العقود متوسطة وطويلة الأجل في مجال ضمان توفير الإمدادات الغازية لزبائنها الرئيسيين لا سيما بالنسبة لأوروبا، إلا أنها سجلت دخولها مجال السوق الآنية أو الفورية (سبوت)، بتوفير كميات إضافية من الغاز الطبيعي، لا سيما المسال، وقد سبق للرئيس المدير العام لسوناطراك، توفيق حكار، أن أشار إلى النشرية المتخصصة "ميدل ايست إيكونوميك سورفي" وكذا تصدير الجزائر نحو 4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عن طريق السوق الفورية في 2022.

وأوضح حكار في الحوار الذي أجراه مع النشرية المتخصصة "خلال عام 2022 بذلت سوناطراك جهودًا كبيرة لتزويد الأسواق بكميات إضافية من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى الوفاء بالتزاماتنا التعاقدية تجاه عملائنا الأجانب. فبالإضافة إلى ذلك، تمكنا من وضع أكثر من 4 مليارات متر مكعب في السوق الفورية، عبر خط أنابيب الغاز "أنريكو ماتيي" أو "ترانسماد"، قبل أن يضيف أن "شركة سوناطراك تعتزم الاستمرار في تطوير إمكانياتها من أجل وضع أحجام إضافية على الأسواق الوطنية والدولية، ولا سيما السوق الأوروبية".

وتعرف السوق الفورية أو سوق "سبوت" بأنها السوق الذي يتم فيه شراء وبيع المنتجات والخدمات بأسعار فورية وعلى الفور، دون أي تأجيل أو تسليف، ويمكن القول إنها الصفقات الفورية التي تتم بين البائع والمشتري على الفور، حيث يتم تحديد سعر الصرف في نفس اليوم، وتتم الصفقة بعد تأكيد الطرفين على السعر.

ويقدر إنتاج الجزائر الغازي بنحو 108-110 مليار متر مكعب، نصفه تقريبا موجه للسوق المحلي، وقد أشار الرئيس المدير العام لسوناطراك في تصريح لـ"ستاندر أند بورس غلوبال كوموديتي"، في مارس 2023، إلى توقع توفير إنتاج غازي بنحو 110 مليار متر مكعب خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفيما تعد إيطاليا أهم زبون للجزائر، قامت الجزائر بتزويد روما بنحو 22.4 مليار متر مكعب في 2022، مقابل نحو 20 مليار متر مكعب في 2021، وإلى غاية منتصف ماي 2023، قدرت الإمدادات الغازية الجزائرية لإيطاليا بـ8.36 مليار متر مكعب.

وتزود الجزائر إيطاليا عبر أنبوب غاز "ترانسماد"، بينما تزود إسبانيا عن طريق أنبوب غاز "ميدغاز"، وقدرت الإمدادات الغازية الجزائرية لأوروبا بنحو 45 مليار متر مكعب، وفي المجموع بأكثر من 55 مليار متر مكعب.

كما  أعلن المدير العام للاستشراف بوزارة الطاقة والمناجم، ميلود مجلد، أن الجزائر سجلت صادرات بـ56 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال 2022، معتبرا أن "الجزائر وفت بالتزاماتها تجاه كل الزبائن، خاصة فيما يخص بتزويدهم بالغاز الطبيعي وفق العقود طويلة ومتوسطة المدى التي أبرمت".

 

وزير الطاقة لا يستبعد خيار سوق "سبوت"

 

وكان وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، في أفريل 2022، لم يستبعد خيار "السوق الفورية سبوت" ضمن الخيارات المتاحة لدعم الصادرات الغازية، في حالة توفر فوائض، حيث أشار إلى أنه وفي حالة توفر كميات إضافية من الغاز الطبيعي، سيتم عرضها في السوق الفورية "سبوت" دون تمييز بين الزبائن. ويأتي ذلك في وقت كانت الدول الأوروبية بالخصوص تبحث عن بدائل لضمان إمدادات غازية إضافية، حيث تتيح الأسواق الفورية عموما مزايا توفير كميات من الغاز.

 

تنويع وتوسيع دائرة الشركاء

 

لم تعد تقتصر الجزائر على الشركاء التقليديين الذين تزودهم بالغاز الطبيعي أو الغاز الطبيعي المسال (إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، البرتغال، تركيا، بريطانيا، اليونان، ألمانيا)، بل قامت الجزائر بتوسيع دائرة الشركاء بداية بسلوفينيا، حيث وقعت سوناطراك منتصف نوفمبر 2022، عقدا لشراء وبيع الغاز الطبيعي مع شركة جيوبلن السلوفينية يتضمن تزويد سلوفينيا بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا، وذلك لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من شهر جانفي 2023، بكميات تقدر بنحو 300 مليون متر مكعب.

وسمحت هذه الاتفاقية لسوناطراك باسترداد حصتها بالسوق السلوفينية التي كانت قد مونتها بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نقل الغاز أنريكو ماتيي ما بين 1992 و2012 والمساهمة في تلبية طلب السوق الأوروبية من الغاز الطبيعي، ويرشح أن يشهد الغاز الجزائري مزيدًا من التوغل في القارة العجوز مع إعلان سلوفينيا مشروعا لتطوير خط أنابيب لنقله إلى المجر.