الوطن

خطة لمعالجة صعوبات القراءة لتلاميذ الابتدائي..وهذه التفاصيل

مذكرة منهجية، وجهتها الوزارة إلى مديريات التربية ومفتشي التعليم الابتدائي.

  • 2556
  • 2:23 دقيقة
الصورة: وكالات
الصورة: وكالات

كشفت وزارة التربية الوطنية عن صعوبات في القراءة يواجهها بعض تلاميذ المرحلة الابتدائية، وأمرت مصالحها عبر الوطن بالشروع في تطبيق "الخطة العلاجية" التي أعدّتها المفتشية العامة. وتتضمن هذه الخطة آليات مرنة وسندات بيداغوجية مساعدة تم تجريبها ميدانيًا وأعطت نتائج مشجعة.

وجاء القرار في مذكرة منهجية رقم 850، وجهتها الوزارة إلى مديريات التربية الولائية ومفتشي التعليم الابتدائي، تضمنت توضيحات حول آليات تنفيذ المعالجة البيداغوجية لصعوبات القراءة لدى تلاميذ هذه المرحلة.

وحذرت المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية من أن عدم الاهتمام بالمعالجة البيداغوجية لهذه الصعوبات في الطور الابتدائي قد يترتب عنه ظهور نتائج سلبية متعددة ذات تأثيرات تعليمية ونفسية واجتماعية، وقد يؤدي أيضًا إلى الفشل أو التسرب الدراسي المبكر.

وبناءً على ذلك، شددت على ضرورة تفعيل مقتضيات النصوص التنظيمية الخاصة بالمعالجة البيداغوجية في التعليم الابتدائي، ومواصلة العمل بالخطة العلاجية التي أشرفت عليها المفتشية العامة، والتي تضمنت آليات مرنة وسندات بيداغوجية مساعدة تم تجريبها ميدانيًا وأثبتت نجاعتها، مما استدعى تعميمها.

وأشارت الوزارة إلى أحكام المرسوم التنفيذي رقم 25-54 المؤرخ في 21 جانفي 2025، المتضمن القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية، والذي أولى "عناية بالغة" للمعالجة البيداغوجية، لاسيما لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.

كما أبرزت مضمون المادة 70 المتعلقة بمهام أساتذة التعليم الابتدائي، والتي تنص على "تشخيص صعوبات التعلم لدى التلاميذ الذين يعانون من تأخر دراسي، والمشاركة في وضع وتنفيذ برنامج للمعالجة البيداغوجية والدعم". وذكرت أن المنشور الإطار للدخول المدرسي 2025-2026 أكد بدوره على المعالجة البيداغوجية للصعوبات المسجلة لدى التلاميذ خلال تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي.

ثلاثة محاور لمعالجة صعوبات القراءة

تقوم الخطة العلاجية على ثلاثة محاور، أولها معالجة صعوبات الأداء القرائي، التي تظهر لدى المتعلم في صعوبة التعرف على الرموز المكتوبة وترجمتها إلى أصوات منطوقة، والتلفظ بها منفردة أو على مستوى الكلمات والجمل، مع مراعاة مخارج الحروف ونطق الحركات القصيرة والطويلة.

وجاءت أدوات هذه الخطة في شكل سندات مبسطة ومتكاملة، تم تكوين مفتشي وأساتذة التعليم الابتدائي لمادة اللغة العربية على تطبيقها خلال السنة الدراسية 2025-2026، بدءًا من الاختبار القبلي التشخيصي، ثم توظيف السند العلاجي المقترح، مع متابعة تقدم المتعلمين عبر بطاقة المتابعة الفردية، وصولًا إلى الاختبار البعدي، وفق مذكرة الوزارة.

وتضمن المحور الثالث آليات التطبيق، حيث تُنفَّذ الخطة العلاجية تحت إشراف مفتش مادة اللغة العربية، وبمشاركة فعّالة لمديري وأساتذة المدارس الابتدائية. وتشمل مراحل التنفيذ تحديد المتعلمين المعنيين بالمعالجة بعد تشخيص صعوباتهم القرائية من طرف أساتذتهم عبر تطبيق الاختبار القبلي.

كما تشمل تشكيل مجموعات صغيرة متقاربة من حيث مستوى الصعوبة القرائية، على ألا يتجاوز عدد التلاميذ في كل مجموعة عشرة، مع مراعاة التقارب في السن، حيث تجمع تلاميذ السنتين الثانية والثالثة معًا، والرابعة والخامسة معًا.

ويتم وضع جدول زمني للعملية بعدد الحصص والأسابيع المقررة، على ألا يتجاوز ثلاث حصص أسبوعيًا خارج التوقيت الرسمي للدراسة، وذلك بترخيص من مديرية التربية. وتُؤطَّر الحصص العلاجية من قبل أساتذة المدرسة، مع متابعة مفتش المادة، على أن تُرفع تقارير دورية حول نتائج الخطة العلاجية للتلاميذ المستفيدين منها.

كما أمرت الوزارة بوقف الحصص العلاجية عند تسجيل تحسن فعلي لدى التلاميذ وتجاوزهم لصعوبات الأداء القرائي، بناءً على نتائج الوقفات التقويمية في سند المعالجة والاختبار البعدي.