الوطن

المدية: الرائد بوسماحة محمد يخلَّد في ذاكرة الوطن

خلد اسم الرائد في واجهة ثانوية جديدة بحي الشرفة "رمزًا للعلم والبناء واستمرار الرسالة".

  • 292
  • 2:13 دقيقة
الصورة: م.ح
الصورة: م.ح

عاد اليوم المجاهد والرائد بوسماحة محمد، المعروف باسمه الثوري موحى البرواڤي، إلى مدينته البرواڤية، لا يحمل بندقية ولا يرتدي بزّة الميدان، بل عاد في ثوب الخلود، اسمه يعلو واجهة ثانوية جديدة بحي الشرفة رمزًا للعلم والبناء واستمرار الرسالة.

ففي صباح اليوم أشرف جيلالي دومي، والي ولاية المدية، والسلطات المحلية والأسرة الثورية، على مراسم وضع حيز الخدمة لهذه المؤسسة التربوية وتسميتها باسم المجاهد الراحل محمد بوسماحة، تخليدًا لمسيرة رجلٍ كتب اسمه بحروف من نار ونور في سجل الثورة الجزائرية.

ولد المجاهد محمد بوسماحة في مدينة البرواڤية، ونشأ في أسرة متشبعة بالقيم الوطنية والإسلامية، فانخرط منذ شبابه في صفوف الحركة الوطنية، قبل أن يلتحق مبكرًا بصفوف جيش التحرير الوطني بعد اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954.

عُرف بوسماحة بين رفاقه باسم موحى البرواڤي، تميز بالشجاعة والانضباط، وشارك في عدة معارك ضمن الولاية الرابعة التاريخية، حيث كان من بين الإطارات العسكرية الذين ساهموا في التنظيم الميداني وإعداد الخطط القتالية ضد المستعمر الفرنسي.

واصل الرائد بوسماحة نضاله إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962، فكان من المجاهدين الأوفياء الذين آمنوا بأن الثورة لا تنتهي بالاستقلال، بل تستمر ببناء الإنسان والوطن. ظلّ وفياً لقيم نوفمبر إلى أن وافته المنية، تاركًا وراءه سيرة نضالية تُدرَّس للأجيال، واسمًا خالدًا في ذاكرة المدية والبرواڤية على وجه الخصوص.

هو من مواليد مدينة البرواڤية في الخامس عشر فيفري 1939، وإثر اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 وانتشار لهيبها، التحق بصفوف جيش التحرير الوطني خلال سنة 1956 مع مجموعة من الشباب بعد إضراب الطلبة التاريخ في 19 ماي 1956.

عين ضمن فرقة "الكومندو سي جمال" بالونشريس، المنطقة الثالثة من الولاية الرابعة في أكتوبر 1956، حيث شارك في الكثير من العمليات العسكرية من اشتباكات وكمائن ومعارك ضد جيش الاحتلال، ليصبح في اكتوبر 1960 نقيبا عضو هيئة أركان المنطقة السادسة للولاية الرابعة.

عُرف المجاهد المرحوم، بحِنكَته في إدارة المعارك والعمليات، خاصة تلك المنظمة داخل المدن على غرار قيادة عملية بوسط مدينة البرواڤية، منها تصفية السفاح فلوري، وعمليات أخرى بحي الأبيار بالعاصمة.

أُلقي عليه القبض في اشتباك ببني مسوس في 26 نوفمبر 1960 وسُجن، تمكّن من الفرار في 1961 ليعيّن مجددا على رأس المنطقة السادسة، وعضوا بمجلس الولاية الرابعة برتبة رائد مكلف بتنظيم العاصمة.

أدى دورا مهما في مكافحة العناصر الإرهابية لمنظمة الجيش السري "OAS"، وحماية الأحياء الشعبية، وكان من مهندسي تنظيم مظاهرات 11 ديسمبر1960 في العاصمة رفقة الشهيد النقيب سي زوبير روشاي، تحت إشراف العقيد سي محمد بونعامة.

شارك في رفع العلم الجزائري بمدينة سيدي فرج يوم الاستقلال 05 جويلية 1962. كما يعد الراحل من عشاق ومحبي الكرة المستديرة، فكان الأب الروحي لفريق نجم البرواڤية. وكان من بين المجاهدين المدعوين للمشاركة في الملتقى الوطني الأول لمعركة باب البكوش بتيسمسيلت بدعوة كريمة من السيد والي الولاية. غير أن مشيئة الله قدرت عدم حضوره بعد أن وافته المنية، رحمه الله، في الثاني عشر من شهر ماي 2024.