الوطن

تجربة مدارس أشبال الأمة لـ "إصلاح" التعليم العام

دعوة للاستفادة من رصيد هذه المدارس في إصلاح نظام التعليم العادي ورفع مستوى التحصيل.

  • 3995
  • 2:30 دقيقة
الصورة: وزارة الدفاع الوطني
الصورة: وزارة الدفاع الوطني

أجمع مشاركون في يوم برلماني نظمته لجنة التربية بالمجلس الشعبي الوطني، أمس الثلاثاء، حول تجربة مدارس أشبال الأمة، على الحاجة للاستفادة من رصيد هذه المدارس في إصلاح نظام التعليم العادي ورفع مستوى التحصيل.

وقال رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، في كلمة له في افتتاح الأشغال، "إن مدرسة أشبال الأمة جديرة بأن تتخذ نموذجا في روح الانضباط التي تستمدها من مؤسستنا العسكرية الرائدة المعروفة بقدرتها العالية على التكوين وإعداد الرجال، بما تمتلكه من خبرة وتجربة وما طورته من قدرات".

وفي السياق ذاته، أبرز رئيس اللجنة، زكريا بلخير، في تدخله، أهمية الاستفادة من تجربة مدارس أشبال الأمة التي جمعت بين التفوق العلمي والصرامة والانضباط والروح الوطنية، حيث لا يقتصر هدفها على التفوق الدراسي فقط، بل على تكوين مواطنين مسؤولين وملتزمين بقضايا وطنهم، قادرين على حمل رسالة الدولة والمساهمة في بناء المستقبل".

وفي تدخله أشار وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، إلى الجهود التي يبذلها قطاعه للنهوض بالمستوى المعرفي للتلاميذ وتجاوز الاختلالات المسجلة. وقال "إن  وزارة التربية الوطنية تبذل جهودا قصوى لضمان جودة التعليم، من خلال اعتماد آليات واضحة ومتكاملة تهدف إلى تحسين الأداء التربوي داخل المؤسسات التعليمية".

ويأتي ذلك عبر تشجيع التشاركية بين الجهات المعنية، مثل التعاون المثمر مع وزارة الدفاع الوطني وتبني نماذج تعليمية متخصصة تعزز من قدرات الطلاب المتميزين.

وتابع أن القطاع يمنح عناية خاصة لرعاية الكفاءات، من خلال توفير بيئة تعليمية محفزة تسمح لهم بتطوير مهاراتهم استعدادًا للالتحاق بالجامعات والمدارس العليا. وتحرص الوزارة على تقييم الأداء التعليمي بشكل دوري، مع وضع استراتيجيات تصحيحية للولايات والمؤسسات التي تواجه تحديات، بالإضافة إلى تحسين الظروف المهنية والبنية التحتية لدعم المدرسين والطلاب على حد سواء، مع الاستمرار في تطوير المناهج والبرامج بما يضمن جودة التعليم ومواكبة التطورات الحديثة.

ودعا محمد ضيف الله، عضو المجلس الوطني للبرامج، على الاستلهام من التجربة، باعتبارها تجربة وطنية ناجحة تجمع بين الانضباط والنجاعة وجودة الحياة المدرسية. وأوضح أن جودة التعليم لا تتحقق بالمناهج فقط، بل بفعالية المنظومة التي تشغلها وتضمن انتظامها واستقرارها .مقترحا تفعيل آليات التوأمة البيداغوجية وتبادل الخبرات بين المدارس العمومية ومدارس الأشبال، بما يعزز التكامل داخل المنظومة التربوية الوطنية في إطار رؤية موحّدة تهدف إلى رفع مستوى التعليم وتكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.

وتم بالمناسبة تقديم تجربة مدرسة أشبال الأمة من قبل المقدم عبيدة برش، حيث أعلن أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي أصدرت مقررًا لتحويل عدد من مدارس الأشبال إلى ثانويات بين 2020 و2025 في ولايات باتنة، الأغواط، المسيلة، تيارت، بشار، بجاية وتمنراست، بهدف تدعيم الجيش بإطارات شابة مؤهلة علميًا ومنضبطة عسكريًا.

واقترح في سلسلة من التوصيات تتضمن وضع مقاربة شاملة لتطوير المؤسسات التعليمية تقوم على اعتماد طرائق تدريس حديثة، إدماج التكنولوجيا في التعليم، تكوين الأساتذة بصفة مستمرة وتنويع أساليب التقويم، مع مراعاة الفروق الفردية وتحسين استعمال الزمن الدراسي، تعزيز التواصل بين الأسرة التربوية والأولياء وتفعيل المجالس التربوية في تسيير الحياة المدرسية وإعداد ميثاق داخلي للسلوك، ترسيخ مبدأ الوقاية قبل العقوبة، وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، مع إشراك التلاميذ في النوادي التربوية لترسيخ روح المسؤولية والانتماء.

وشهد اليوم البرلماني تقديم عرض تفاعلي نشّطه باقتدار البرلمانيين حليم بن شريف وعمر معمر، اللذان يملكان رصيدا في قطاع التربية، وشددا على الحاجة لإجراءات لإصلاح منظومة التربية والتعليم في الجزائر ومعالجة الاختلالات القائمة ومنها ارتفاع معدل التسرب المدرسي.