العالم

الإبادة والمجاعة مستمرتان في غزة

وفق هيومن رايتس ووتش استشهد ما لا يقل عن 859 فلسطينيا خلال الفترة ما بين 27 ماي و31 جويلية.

  • 314
  • 2:51 دقيقة
الصورة: وكالات
الصورة: وكالات

تواصل الإبادة والمجاعة والحصار حصد أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط صمت دولي وإقليمي مطبق، بينما يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب مجازره بحق المدنيين، لاسيما في أماكن توزيع المساعدات، ما يفاقم منسوب الكارثة الإنسانية المتصاعدة.

وحسب ما نقلته وكالة "وفا" الفلسطينية، فلقد استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين، جراء إطلاق جيش الاحتلال النار قرب مركز المساعدات الأمريكية في منطقة "الشاكوش" شمال مدينة رفح جنوبي القطاع.

وفي المنطقة ذاتها، أطلقت دبابات الاحتلال نيرانها في محيط مركز توزيع المساعدات شمال غربي رفح، وفق ما أوردته وسائل الإعلام الفلسطينية، اليوم الجمعة.

وقصفت مدفعية الاحتلال الصهيونية المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، تزامنا مع قصف عنيف استهدف شارع الطينة شمالي المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين.

كما أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة أكثر من سبعين آخرين برصاص الاحتلال في "محور موراغ" جنوبي خان يونس.

وفي مواصي خان يونس، استشهد أربعة فلسطينيين وجُرح آخرون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في منطقة أرض الفرا، غالبيتهم من الأطفال. كما ارتقت فلسطينية وأصيب آخرون في غارة جوية استهدفت خياما للنازحين خلف محطة طبريا في المنطقة ذاتها.

وفي سط القطاع، استشهد أربعة فلسطينيين بعد قصف الاحتلال لمركبة في وسط مدينة دير البلح بعد منتصف الليل، من بينهم أحمد دلول الذي لحق بابنته سوار التي استشهدت قبل أشهر.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال في محيط محور "نتساريم" وسط القطاع، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال شمال مخيم النصيرات.

في مدينة غزة، استهدفت طائرات الاحتلال المروحية والحوامات الصهيونية أماكن تواجد النازحين، حيث تم انتشال جرحى، معظمهم أطفال، من داخل الجوازات في حي الرمال، ومن شقة سكنية في حي الصبرة، إضافة إلى قصف طال نازحين في محيط مقبرة الشيخ رضوان.

وسُجلت إصابات جراء استهداف منزل قرب المقبرة، وسط مناشدات للسيارات الإسعاف بالتوجه إلى المكان. وفي ذات السياق، شنت طائرات الاحتلال الصهيوني غارات على محيط شاليه الريحان قرب المجمع الإسلامي بحي الصبرة، ومحيط الجامعات في حي الرمال غربي المدينة، في حين استهدف الاحتلال الصهيوني مناطق شرقية من مدينة غزة.

بدوره، حذّر مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي من التدهور الخطير في أوضاع الأطفال الصحيّة في قطاع غزة، نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الأساسية، مؤكداً أن الوضع الكارثي يهدد حياة آلاف الأطفال.

وفي تصريحات صحفية، اليوم، قال مدير المستشفى إن الأطفال المصابين بأمراض مزمنة في القطاع يتوفون في سن مبكرة جداً، في ظل غياب الرعاية الطبية وانعدام الدواء.

وأضاف المسؤول ذاته أن المستشفى استقبل أعداداً كبيرة من الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، رغم عدم وجود تاريخ مرضي لديهم، ما يعكس حجم الأزمة الغذائية التي تضرب القطاع المحاصر، مشيرا إلى أن ما يدخل من مساعدات إلى غزة لا يتجاوز كونه ذرا للرماد في العيون، ولا يصل إلى مستحقيه من الفلسطينيين، ومشدداً على أن القطاع بحاجة ماسة إلى حليب الأطفال والمستلزمات الطبية والغذائية الأساسية.

وأكد مدير المستشفى أن الحل يكمن في إيصال المساعدات إلى مخازن المنظمات الدولية المعروفة بشفافية توزيعها، لتفادي التلاعب والاحتكار وضمان وصولها لمن هم بأمسّ الحاجة.

من جهتها، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن استهداف الفلسطينيين المجوعين في غزة، خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، يُعد جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقانون الدولي.

المنظمة أوضحت أن جيش الاحتلال الصهيوني يفتح النار بانتظام على مواقع توزيع المساعدات المدعومة أمريكيًا، لاسيما تلك التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" بالتنسيق مع جيش الاحتلال. ولفتت إلى استشهاد ما لا يقل عن 859 فلسطينيا خلال الفترة ما بين 27 ماي و31 جويلية أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، معتبرة أن التدهور الإنساني في القطاع هو نتيجة مباشرة لاستخدام الاحتلال سلاح التجويع، ما يشكل جريمة حرب، فضلاً عن تعمده منع المساعدات والخدمات الأساسية، وهو ما يمثل جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية.