ثقافة

تكريم روح المؤرخ الفرنسي فاضح مجازر 17 أكتوبر 1961

جون لوك إينودي كان وراء كشف أكاذيب الدولة الفرنسية حول مجازر 17أكتوبر 1961.

  • 901
  • 1:36 دقيقة

احتضنت قاعة بلدية باريس، اليوم، تكريم لروح" المؤرخ - المواطن" جون لوك إينودي ( 1951-2014) الذي كان وراء كشف أكاذيب الدولة الفرنسية حول مجازر 17أكتوبر 1961. باحث عصامي وصفه المؤرخ الجزائري محمد حربي بـ" البطل المعنوي" اعترافا لما قدمه لكشف الحقيقة حول المجازر المقترفة ضد جزائريين و جزائريات شاركوا في احتجاج سلمي بدعوة من فيدرالية حزب جبهة التحرير الوطني بفرنسا، ليتم رمي العشرات من المحتجين في نهر "السين" و تسجيل وفاة أكثر من 300 شهيد و شهيدة، بأمر من محافظ الشرطة موريس بابون و تعليمات حكومة ميشال دوبري، لقمع المناضلين.

شارك في التكريم المؤرخ فابريس ريسبيتي رئيس جمعية اصدقاء جون لوك إينودي وإلزا إينودي و مجموعة من المؤرخين و الباحثين لتناول مختلف نواحي مسار المؤرخ العصامي.

بدأ إينودي مساره كمناضل في الحزب الشيوعي التروتسكي اللينيني بفرنسا قبل اشتغاله كمحرر بجريدة " ليمانيتي "من 1968 لغاية 1982، وعمل بالموازاة كمدرب للشباب.

انطلقت مسيرته كمؤرخ سنة 1990 ونضاله بعد الإدلاء بشهادته بمحكمة بوردو سنة 1997 ضد محافظ الشرطة موريس بابون و في 20ماي 1998 نشر مقالا بجريدة " لوموند" حول مجازر 17أكتوبر 1961، وقام موريس بابون بمقاضاته بتهمة القذف.

حاول إينودي الحصول على أرشيف الشرطة حول المجازر لتنظيم دفاعه لكن اصطدم بالرفض. وجه دعوة لقدامى الشرطة لتقديم شهاداتهم قبل أن يتلقى المساعدة من طرف موظفين في مصلحة الأرشيف للاطلاع بشهاداتهم من بينهم المناضلة بريجيت ليني و فيليب غران، الذين دعموا إينودي في المحاكمة، وانتهت بتبرئته نهائيا و رفض شكوى بابون، و هو ما شكل سابقة في تاريخ العدالة الفرنسية و منعرجا في إعادة فتح الملف و خطوة للاعتراف الرسمي بالمجازر ضد الجزائريين و دحض التقارير الرسمية التي تحدثت عن وقوع ضحيتين أثناء الاحتجاجات.

بعد انتصاره في هذه المعركة واصل إينودي نشر العديد من الكتب من بينها " معركة باريس " 1991 و " أكتوبر 1961 مجازر في باريس" 2001 و " مشاهد من حرب الجزائر بفرنسا خريف 1961" 2009 و " ملف يونس" 2013 و " مزرعة أمزيان- مركز للتعذيب بقسنطينة " و كتاب آخر بعنوان " كمثال: قضية فيرنان ايفتون".