مجتمع

الطفلة أمينة... معاناة نادرة وبارقة أمل في الهند

تحتاج إلى عدة عمليات جراحية معقدة من أجل تصحيح تشوّه خلقي نادر تعاني منه منذ الولادة.

  • 1416
  • 1:39 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

وسط قاعة العمليات في أحد المستشفيات المتخصصة بجمهورية الهند، تخوض الطفلة أمينة، التي لم تتجاوز من العمر سنتين أولى مراحل رحلة علاج طويلة ومعقدة، من أجل تصحيح تشوّه خلقي نادر تعاني منه منذ الولادة.

وكشف الدكتور عزالدين إسطمبولي المقيم بأمريكا منذ منتصف التسعينيات كمختص في الاشعة، ورئيس جمعية واحة الدولية التي تضم عدة جمعيات لاطباء جزائريين بدول أوربية  والتي من بينها الجمعية الأممريكية المغاربية للصحة التي هو رئيسها، في تصريح لـ"الخبر"، أن حالة أمينة تصنّف ضمن الاضطرابات الخلقية النادرة، حيث تعاني من عدم اكتمال في العظام على مستوى الحوض والأرجل، ما يجعل حركتها محدودة للغاية ويؤثر على تطور بنيتها الجسدية.

وأوضح المتحدث أن هذا النوع من التشوّه يفوق قدرات القطاع الصحي في الجزائر حاليًا، نظرًا لغياب الإمكانيات والتخصصات الدقيقة لمعالجته، وكشف ذات المتحدث أن الجمعية تضامنا مع عائلة الطفلة أمينة تكفلت بدفع مصاريف علاجها التي قدرت بـ 35 ألف دولار، مضيفا أن الطبيب الهندي الذي سبق له وأن تعاملت معه الجمعية لعلاج الحالات المستعصية قرر توفير كل سبل الراحة لإقامة أمينة ووالديها في بيته كتضامن معها.

وتنحدر أمينة من ولاية تلمسان، وقد اضطرت عائلتها، في ظل غياب حل محلي، إلى طرق أبواب العلاج خارج الوطن، حيث عرضت حالتها على إحدى العيادات الخاصة في جمهورية مصر العربية، والتي قدرت تكلفة علاجها بـ 30 ألف دولار أمريكي، غير أن المقترح اقتصر فقط على معالجة الأطراف السفلية دون الحوض، مما يجعل العلاج ناقصًا وغير فعّال على المدى الطويل.

وفي ظل هذه الظروف، تدخلت جمعية "واحة الدولية" وعرضت ملف أمينة على الجراح الهندي الشهير الدكتور راتناف، المتخصص في جراحة العظام والتشوهات الخلقية، والذي قرر التكفل بعلاجها في الهند عبر عدة عمليات جراحية معقدة ومتتالية، قد تستغرق أشهرًا وحتى سنوات لتحقيق النتائج المرجوة.

وتخضع أمينة حاليًا لأول عملية دقيقة تستمر لحوالي عشر ساعات، تحت إشراف طاقم طبي عالي المستوى، في واحدة من أكبر المراكز الطبية المتخصصة في الهند.

رحلة أمينة نحو الشفاء بدأت، لكنها لا تزال طويلة وتحتاج إلى دعم الجميع. فبين الألم والأمل، تفتح إنسانية من آمنوا بقضيتها نافذة لحياة جديدة، وحُلم طفلة بريئة لا تزال تنتظر أن تخطو أولى خطواتها بثبات.