كشف الفنان التونسي زياد غرسة النقاب عن العلاقة الفريدة التي ربطته بعملاق المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني، معتبرا إيّاه معلما ومصدر إلهام شكّل مساره الفني منذ النشأة، وقال غرسة في حوار لـ"الخبر" بمناسبة حضوره لمهرجان المالوف بقسنطينة مؤخرا: "دائما ما أقول إنني تلميذ من تلامذة العملاق الحاج محمد الطاهر الفرقاني". وأكّد غرسة أن وجوده في قسنطينة، عاصمة المالوف، وترعرعه في كنف عائلة الفرقاني التي ارتبط اسمها بالموسيقى الأصيلة، كان له الأثر البالغ في تشكيل ذائقته الموسيقية. كما كشف غرسة عن العوامل المشتركة التي تجمع مالوف قسنطينة وتونس، مؤكداً أنه "فن واحد من منبع واحد".
حاورته: وردة نوري
دائما ما تقول إنك تلميذ من تلامذة العملاق الحاج محمد الطاهر الفرقاني؟
لديّ الكثير من المحطات التي أستذكرها في مسيرتي الفنية الأولى، خاصة العلاقة الخاصة التي جمعتني بالوسط الفني الجزائري وتحديدا بمدينة قسنطينة، حيث نشأت ووجدت نفسي محاطا بأجواء فنية ثرية شكلت شخصيتي وصقلت موهبتي منذ الطفولة. ففي الجزائر، عشت تفاصيل المالوف في كنف عائلة لها ارتباط وثيق بالموسيقى، وهي عائلة الفرقاني، فوجوده في قسنطينة عاصمة المالوف كان له أثر بالغ في تشكيل ذاتي الموسيقية، حيث كنت محاطا بالأصوات والإيقاعات التقليدية التي تميز المدينة، وفي مقدمتها صوت وأداء أيقونة الفن القسنطيني الحاج محمد الطاهر الفرقاني، فمجرد الاستماع إلى هذا الصوت الأصيل في سن مبكرة، يجعلك تشعر بأن الفن هو قدرك الذي ستحمله طوال حياتك.
كنت من بين الثنائيات التي غنت رفقة فقيد المالوف في تونس والجزائر، ما هي العوامل المشتركة بين مالوف قسنطينة وتونس؟
أولى تجاربي الفنية الحقيقية جاءت سنة 1990، حين شاركت في حفل بمنطقة خياتي في تونس الحمامات إلى جانب الحاج محمد الطاهر الفرقاني، وهي محطة أعتبرها من أهم الذكريات التي شكلت بداياتي الحقيقية على الركح، فقد كان اللقاء بين جيلين، شيخ المالوف وأحد أصغر المتأثرين به، حيث قدمنا سهرة استثنائية أمام جمهور متعطش للفن الأصيل، ليحفر اسمه لأول مرة في ذاكرة الجمهور التونسي والجزائري على حد سواء، ووجدت أنه فن واحد من منبع واحد. وقد شاركت بعدها في وقفة تكريمية مخصصة للحاج الطاهر الفرقاني بعد مسيرة حافلة بالعطاء، والتي أعتبرها بمثابة عربون وفاء لفنان أفنى حياته في خدمة الموسيقى الجزائرية الأصيلة، ولا زلت على تواصل مع نجل الحاج الطاهر، سليم الفرقاني الذي واصل مسيرة والده في الحفاظ على المالوف ونشره للأجيال القادمة، وأتمنى له الشفاء. وأؤكد أن مسيرتي لم تكن لتأخذ هذا المنحى لولا ما وجدته من دعم وتشجيع من فنانين كبار، أمثال الفرقاني، والفن بالنسبة لي ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة جمالية وثقافية تهدف إلى الربط بين الأجيال والحفاظ على الأصالة في مواجهة موجات التغيير السريع التي تشهدها الساحة الفنية.
أنت واحد من الفنانين الذين تأثروا بمدرسة المالوف بقسنطينة وصدحت به دوليا؟
استطعت أن أمزج بين ما ورثته من المدرسة التونسية في المالوف وبين ما تأثرت به من المدرسة القسنطينية، حيث أن هذه الثنائية جعلت تجربتي غنية ومتنوعة، كما منحتها بعدا مغاربيا يتجاوز الحدود الوطنية لأجعلها تجربة مشتركة بين شعوب المنطقة في العالم.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال