طرحت، أمس الخميس، بجامعة محمد خيضر، في بسكرة، ظاهرة التنمر الإلكتروني في المجتمع الجزائري ومخاطرها وآليات تحقيق الأمن السيبراني للنقاش والإثراء في فعاليات الملتقى الوطني، الذي نظمته كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث تناول هذا الملف الذي يكتسي أهمية بالغة، عدة زوايا، في ظل التطور الذي يعرفه العالم الافتراضي الذي بات كبنية ثقافية وسلوكية منفصلة عن الحياة الواقعية.
الملتقى الوطني حول مخاطر التنمر الإلكتروني في المجتمع الجزائري وآليات تحقيق الأمن السيبراني، الذي نظمته كلية العلوم الإنسانية بالقطب الجامعي بشتمة بالتعاون مع مخبر التغيير الاجتماعي والعلاقات العامة في الجزائر، حضره إطارات ومسؤولو الأسرة الجامعية، من بينهم نائب مدير الجامعة للتكوين في الطور الثالث الأستاذ سليم بيطام، وعميد الكلية الأستاذ جابر نصر الدين، ومديرة مخبر التغير الاجتماعي والعلاقات العامة في الجزائر الأستاذة زرفة بولقواس، إلى جانب ممثلي السلطات الأمنية بولاية بسكرة، وعدد من الأساتذة والطلبة.
أشغال الملتقى استهلت بكلمة ألقاها عميد الكلية البرفيسور جابر نصر الدين، تلتها كلمة البروفيسور سليم بيطام نيابة عن مدير الجامعة الذي أعلن رسميا عن انطلاق هذه الفعالية.
وقد أبرز المتدخلان أهمية هذا الحدث العلمي في ظل ما يشهده العالم من توسع للفضاء الرقمي وتنامي مخاطر الجرائم السيبرانية، سيما ظاهرة التنمر الإلكتروني التي باتت تمس مختلف شرائح المجتمع، خصوصا فئة الشباب والطلبة الذين يعدون الأكثر استخداما للتكنولوجيا الرقمية.
أشغال الملتقى الحضوري، وعن بعد، توزعت على أربعة محاور رئيسية؛ تناول أولها عناصر التنمر الإلكتروني في المجتمع الجزائري وآليات الحماية السيبرانية. فيما ركز المحور الثاني على انعكاسات التنمر الإلكتروني في أبعاده الاجتماعية والنفسية والثقافية والاقتصادية والسياسية.
أما المحور الثالث فخصص لبحث الإستراتيجيات الميدانية لمواجهة ظاهرة التنمر الإلكتروني وآليات الردع القانونية، في حين تطرق المحور الرابع إلى سبل تعزيز مفهوم الأمن السيبراني في المجتمع الجزائري في الحاضر والمستقبل، بما يسهم في بناء رؤية شاملة لمواجهة الظاهرة في مختلف أبعادها.
وأجمع المتدخلون على أن هذا الملتقى يشكل فرصة ثمينة لرفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بمخاطر التنمر الإلكتروني وانعكاساته على العلاقات الإنسانية والاجتماعية، إلى جانب تعزيز ثقافة الاستخدام الآمن والمسؤول للوسائط الرقمية.
كما يمثل الملتقى فضاء للحوار بين الباحثين والخبراء وممثلي القطاعات الأمنية والتربوية، لوضع تصورات مشتركة تساهم في حماية الأفراد من التهديدات السيبرانية، وتحقيق بيئة رقمية آمنة ومتوازنة.
كما شكل الملتقى فرصة لمناقشة جملة من الأهداف العلمية التي تمثلت في الاطلاع على أحدث البحوث في مجال التنمر الإلكتروني، واستجلاء انعكاساته الاجتماعية والنفسية والثقافية والاقتصادية والسياسية، إلى جانب بيان تأثيره على خصوصية الفرد والواقع الرقمي، والسعي إلى إعداد آليات عملية لمواجهة هذه الظاهرة وتحقيق الأمن السيبراني في المجتمع الجزائري.
وختمت أشغال هذا اللقاء بالخروج بتوصيات علمية تساعد الأفراد على تجنب مخاطر التنمر الإلكتروني، والمساهمة في ترقية السياسات الوطنية الخاصة بالأمن السيبراني.
وحسب أراء المشاركين، فإن هذا الملتقى الوطني جاء ليؤكد أهمية توعية جميع الأطراف، خاصة الشباب والطلبة بضرورة الاستخدام الواعي والمسؤول للتقنيات الحديثة، ووضع آليات تشريعية وتربوية للحد من الظاهرة، مع تفعيل التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والأمنية، تحقيقا لأمن سيبراني شامل يواكب التحولات الرقمية الراهنة ويحمي الأفراد والمجتمع من آثارها السلبية.
وثمنت جامعة محمد خيضر مشاركة السلطات الأمنية بولاية بسكرة ودورها الفعال في إنجاح هذا الملتقى، من خلال إثراء الجوانب التوعوية للحدث ومساهمتها القيمة في نشر ثقافة الوعي، وتعزيز مفاهيم الأمن السيبراني لدى مختلف شرائح المجتمع.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال