الوطن

ماكرون يبعث إشارات جديدة إلى الجزائر

في تصريحات على هامش قمة مجموعة العشرين بجنوب افريقيا.

  • 9789
  • 1:41 دقيقة
إيمانويل ماكرون. ص:ح.م
إيمانويل ماكرون. ص:ح.م

بعث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون،  اليوم السبت، على هامش قمة مجموعة العشرين بجوهانزبورغ بالعاصمة الجنوب إفريقية، بإشارات جديدة نحو الجزائر، تنطوي على رغبة فرنسية في مواصلة التقارب وتهيئة الأجواء للحوار، بعد سلسلة إجراءات وتدابير جرت في اتجاه التهدئة.

وعبر ماكرون في ندوة صحفية عن رغبة بلاده في إقامة علاقة "هادئة ومستقرة" مع الجزائر، مشيراً إلى أن "الكثير من الأمور" لا تزال بحاجة إلى معالجة بين البلدين، خصوصاً في ملفات الأمن والهجرة.

ويرى ماكرون أن هذه الحاجة مردها "وضع غير مرض" للعلاقات الثنائية، في عدد من القضايا الأساسية، مؤكداً رغبته في "بناء علاقة للمستقبل"، تقوم على الحوار وتجاوز الخلافات.

كما قال المسؤول الفرنسي ملمحا "هناك العديد من الأشخاص في فرنسا يريدون جعل ملف العلاقات مع الجزائر شأنًا داخليًا، وهو نفس الشيء الذي يحدث في الجزائر أيضًا".
وفي هذا الصدد، نبه المسؤول بأنه "لو يُترك الأمر لهؤلاء الأشخاص، فإننا لا نملك أي فرصة حقيقية للتقدم للأمام في هذا الشأن".
وكشف ماكرون عن "لقاءات تقنية مشتركة" تجمع مسؤولي ووزراء البلدين عن قريب.

وتبدو هذه التلميحات تعني وزير الداخلية السابق برونو روتايو، الذي أراد استغلال الأزمة كصهوة وكمركب لبلوغ مآرب حزبية وانتخابية، تخص طموحه في الرئاسيات القادمة. كما يمكن إسقاطها على خطاب اليمين المتطرف الذي "أدمن" التحريض على الجزائر وحول الملف إلى مركز خطابه. 

وسبق أن أبدى ماكرون استعداده للدخول في مسار جديد مع الجزائر، بعد سلسة "إشارات إيجابية" بين البلدين، وفق تصريحات رسمية، متزامنة مع العفو الرئاسي عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، استجابة لطلب ألماني، اعتبره ماكرون خطوة لإعادة الدفء إلى العلاقات.
وكانت وسائل إعلام فرنسية، قد توقعت لقاء يجمع بين رئيسي البلدين، على هامش قمة مجموعة العشرين الجارية حاليا في جوهانسبورغ، إلا أن غياب تبون عن الحدث وإيفاد الوزير الأول نيابة عنه، سيفي غريب، حال دون ذلك .
وتأتي تصريحات ماكرون في توقيت يزور فيه وفد دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى، تقوده الأمينة العامة لوزارة الخارجية ، للقاء نظيرها الجزائري ، في إطار زيارة العمل.
كما يجري الحديث عن ترتيب زيارة لوزير الداخلية الفرنسي، بوصفها واحدة من الإجراءات الرسمية التي تعكس العودة إلى الحوار وفتح قنوات التواصل بين البلدين، بعد انقطاع دام لأشهر، على خلفية أزمة حادة و"غير مسبوقة" تجاوزت مدتها السنة.