الوطن

روما تحل محل مدريد في الجزائر

بعد فرنسا.. زيارة تبون لإيطاليا تثير صدى دبلوماسيا في إسبانيا.

  • 16915
  • 1:34 دقيقة
الصورة: رئاسة الجمهورية
الصورة: رئاسة الجمهورية

أشارت صحيفة أوكايدو الإسبانية، أمس، إلى أن إيطاليا بقيادة جورجيا ميلوني، نجحت في ترسيخ علاقاتها الإستراتيجية مع الجزائر، في وقت تشهد العلاقات بين الجزائر وإسبانيا تراجعًا حادًا منذ عام 2021.

أوردت الصحيفة في افتتاحيتها أن ميلوني استقبلت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في العاصمة الإيطالية روما، يوم 23 جويلية، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية وسياسية تؤكد تنامي الشراكة بين الجانبين والتي تشمل ملفات الطاقة والهجرة والتعاون الأمني والسياسي.

وتأسفت الصحفية لفقدان مدريد مواقعها في الجزائر، موضحة أن الوضع الذي تعرفه هذه العلاقات جاء نتيجة دعم حكومة بيدرو سانشيز لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية في مارس 2022، وهو الموقف الذي انتقدته الجزائر بقوة وتسبب في تجميد معاهدة الصداقة بين مدريد والجزائر.

ورأت أوكايدو أن إيطاليا وعلى خلاف إسبانيا، تمكّنت من ملء الفراغ الذي خلفته السياسة الخارجية الإسبانية، وأصبحت اليوم بوابة الجزائر نحو أوروبا، خصوصًا في ما يتعلق بتوريد الغاز الطبيعي، في ظل تصاعد التوترات في الأسواق العالمية.

ولفتت الصحيفة إلى أن البيان الختامي للقمة الجزائرية–الإيطالية تضمن مواقف مشتركة تجاه قضايا إقليمية ودولية، منها الأزمة الليبية، الحرب في أوكرانيا والعدوان على غزة، وكذلك النزاع في الصحراء الغربية، حيث أكدت الجزائر وروما دعمهما لحل سياسي "مقبول للطرفين" و"وفق قرارات مجلس الأمن"، وهو ما فسر على أنه دعم ضمني لخيار تقرير المصير للشعب الصحراوي، بخلاف الموقف المغربي الذي تدعمه مدريد.

وختمت أوكايدو تقريرها بالقول إن سياسة سانشيز تجاه شمال إفريقيا، خصوصا ملف الصحراء الغربية، "أدت إلى خسارة مدريد لعلاقاتها المميزة مع الجزائر"، في حين أن إيطاليا نجحت في توسيع نفوذها الإقليمي في حوض المتوسط، مؤكدة أن هذا التحول الجيوسياسي سيكون له تأثير مباشر على المصالح الاقتصادية والأمنية لإسبانيا.

وعلى العكس من مخاوف صحيفة أوكايدو حول فقدان إسبانيا لمصالحها في الجزائر، أشارت صحيفة الكونفيدونسيال في تقرير لها، إلى انبعاث الصادرات الإسبانية للجزائر، وأن في قطاعات محددة مثل عجينة السيراميك بدأت تستعيد الأرقام التي كانت قبل الأزمة. ونبهت إلى أنه رغم بطء الإجراءات (القيود على الورادات) فإن الجزائر في نظر رجال الأعمال الإسبان "سوق مليئة بالفرص".