العالم

مجاعة غير مسبوقة تجتاح السودان

وسط فرض قوات الدعم السريع حصارا على مدينتي الفاشر وكادوقلي.

  • 218
  • 1:42 دقيقة
الصورة: وكالات
الصورة: وكالات

أكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة، وجود مجاعة لأول مرة في مدينتي الفاشر وكادوقلي بالسودان، بعدما فرضت قوات الدعم السريع حصارا عليهما.

وأشارت التقارير، اليوم الأربعاء، إلى أن سكان الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، اضطروا إلى تناول علف الحيوانات وجلودها بعد انقطاع إمدادات الغذاء، فيما استهدفت أماكن تجمع السكان بغارات الطائرات المسيرة.

وهذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها التصنيف المرحلي المتكامل، وهو مرصد عالمي للجوع مدعوم من الأمم المتحدة، أن المدينتين في حالة مجاعة.

وتسببت الحرب التي بدأت قبل عامين ونصف العام بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في انتشار الجوع وسوء التغذية الحاد في أنحاء السودان، فضلا عن نزوح الملايين من الأشخاص وإثارة موجات من العنف العرقي في دارفور.

وتعرضت الفاشر لهجمات قوات الدعم السريع وحوصرت لنحو 18 شهرا قبل أن تسقط أواخر الشهر الماضي، مما أدى إلى تعميق الانقسام الجغرافي في السودان.

وخلال الحصار قال سكان إن إمدادات الغذاء كانت تنقطع، مما أرغم السكان على أكل علف الحيوانات وأحياناً جلودها. وأضافوا أن الأماكن التي كان يتجمع فيها الناس لتناول الوجبات في المطابخ العامة كانت تستهدف بغارات طائرات مسيرة.

وذكر منسق منظمة "أطباء بلا حدود"، سيلفان بينيكود، لوكالة رويترز، أنه نتيجة لذلك كان جميع الأطفال الذين وصلوا إلى بلدة طويلة المجاورة بعد الفرار من الفاشر يعانون سوء التغذية، بينما كان البالغون يصلون في حالة هزال.

وقال ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية إنهم يجمعون أدلة على أعمال قتل جماعي واغتصاب بعد أن فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر.

وأفاد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل الذي استند إلى تحليل لشهر سبتمبر 2025، أن طويلة، إضافة إلى مليط والطويشة، وهما وجهتان أخريان للفارين من الفاشر، معرضتان لخطر المجاعة.

وذكر مرصد الجوع أن إجمالي السودانيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد انخفض ستة بالمائة ليصل إلى 21.2 مليون شخص، أي ما يعادل 45 بالمائة من إجمال السكان، بفضل الاستقرار التدريجي وتحسن الوصول إلى وسط السودان، حيث فرض الجيش السوداني سيطرته منذ بداية العام.

لكن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أوضح أن الوضع تدهور في منطقتي دارفور وكردفان مع تركيز القتال هناك، مما حرم الناس من سبل المعيشة ورفع الأسعار ودفع كثيرين منهم للنزوح.