قرر الإتحاد الجزائري لكرة القدم حرمان نادي أمن جيجل لكرة القدم من المشاركة هذا الموسم، بفئاته الثلاثة، أصاغر وأشبال وأواسط، في بطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة لكرة القدم، والإلقاء به في بطولة الولائي.
وجاء هذا القرار المفاجئ هذا الموسم، ليجعل أحلام لاعبي الفريق تتبخر في المشاركة في الجهوي الأول لموسم آخر على التوالي، بعدما حصل النادي الموسم الماضي على ترخيص للانخراط لموسم واحد فقط قابل للتجديد في بطولة الجهوي، مثلما هو عليه الحال هذا الموسم مع فريق أمن ولاية سطيف وفريق مواهب سطيف، وهما الفريقان اللذان حصلا على الترخيص لثاني موسم على التوالي.
وكانت الأندية الثلاث قد حصلت على هذا الترخيص الموسم الماضي للمشاركة في بطولة الجهوي في الفئات الشبانية لعدم امتلاكها لفئة الأكابر "الإلزامية" مقابل السماح للأندية للمشاركة في بطولة الجهوي ضمن الفئات الشبانية مثلما ينص عليه القانون.
كما أن ما حصل يجعلنا نسلط الضوء على المعايير التي يتم اعتمادها من طرف "الفاف" لمنح التراخيص لأندية للمشاركة في بطولة الجهوي الأول لمختلف الرابطات الجهوية دون أخرى، ويدفعنا معاقبة "نادي المواهب" لأمن جيجل بهذا الشكل، للتساؤل أيضا عن هوية المسؤول عن تحديد هذه المعايير، خاصة وأن أغلب هذه الأندية التي تعتبر، بين قوسين، مدارس للتكوين، تحمل من التكوين إلا الاسم، ولم يسبق لها منح، ولو لاعب واحد للمنتخبات الوطنية، على خلاف نادي أمن ولاية جيجل.
ويتساءل المتابعون عن جدوى مثل هكذا قرارات، وعن الدافع من وراء ذلك، خاصة وأنها قرارات لا تخدم التكوين في الجزائر، بما أن فريق أمن جيجل تصدر المشهد الكروي خلال السنوات الأخيرة قياسا بما يقدمه من لاعبين متميزين للكرة الجزائرية، حتى أصبح مثالا يقتدى به، بل محطة عبور لافتة لعدة لاعبين يصنعون أمجاد أندية كبيرة وعريقة، سواء في الجزائر أو خارجها.
ولعل أبرز الأمثلة عن ذلك محمد الأمين عمورة وجابر كعسيس المنضم حديثا لشباب بلوزداد قادما من نادي بارادو، إلى جانب عديل وبولبينة المحترف في نادي الدحيل القطري، فضلا عن ضياء الدين مشيد الذي ينشط قي اتحاد الجزائر، وهو متواجد حاليا رفقة المنتخب الوطني المحلي في بطولة "الشان"، وكذلك هشام مسيعد لاعب أولمبيك آقبو والقائمة طويلة.
وبالعودة للقرار الذي صدر عن المكتب الفدرالي في رسالة موجهة للرابطة الجهوية لقسنطينة، فإن عدم تسديد مبلغ 45 مليون سنتيم لنادي أمن جيجل تتعلق بحقوق الانخراط في البطولة، أي مبلغ 15 مليون سنتيم عن كل فئة، هو الذي ارتكز عليه قرار هيئة رئيس "الفاف" وليد صادي ووزير الرياضة أيضا، وهو مبلغ زهيد لا يمكن جعله حجة لمعاقبته، على الأقل قياسا بما قدمه ويقدمه هذا النادي للكرة الجزائرية، بل كان يفترض على الإتحاد الجزائري لكرة القدم إيجاد حل لمساعدة نادي "المواهب" وليس إصدار حكم قاس عليه قد يقضي على خزان مهم للاعبين الجزائريين الموهوبين.
كما أن الحديث عن التكوين الذي يعتبر سياسة دولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية الذي يصر على ضرورة الاهتمام بالتكوين، يدفع بالقائمين عليه لمراجعة حساباتهم ووضع جميع المدارس على قدم المساواة، وتجنب سياسة الكيل بمكيالين التي ولى عليها الدهر، بل يجب مرافقة هذه الأندية وليس "محاربتها" بهذه الطريقة المثيرة حقا للشكوك، حتى تبقى دائما خزانا لمختلف الأندية والمنتخبات الوطنية.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال