ثقافة

وفاة ابنة المناضل أودان الرافضة لتكريم من ساركوزي

تخصصت ميشال في الرياضيات بجامعة ستراسبورغ وكتبت العديد من المؤلفات.

  • 2249
  • 1:26 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

توفيت، أمس، ميشال أودان، عن عمر ناهز 71 عاما، وهي ابنة أستاذ الرياضيات والمناضل الشيوعي والشهيد موريس أودان الذي اختطفه قوات المظليين الفرنسيين خلال الفترة الاستعمارية بالجزائر، وقامت بتعذيبه وإخفاء جثته حتى اليوم بعد اتهامه بنشاطه مع مجاهدي جيش التحرير الوطني.

ورفضت ميشال تقليدها جوقة الشرف سنة 2008 باقتراح من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، احتجاجا على تجاهل الدولة الفرنسية لرسالة والدتها جوزيت من أجل الكشف عن الحقيقة حول اغتيال زوجها موريس وهوية منفذي الجريمة ومكان دفنه.

وانتظرت العائلة إلى غاية سنة 2018 لتأتي مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون بالاعتراف الرسمي بمسؤولية الدولة الفرنسية عن الجريمة الاستعمارية، دون الكشف عن هوية المجرمين ومكان الدفن. كما تحصل بيير، نجل المناضل موريس أودان، المتوفي منذ سنتين على جواز سفر جزائري وقام بجولة عبر كامل التراب الوطني والجامعات الجزائرية.

وكتبت ميشال المتخصصة في الرياضيات كبقية العائلة رواية "حياة قصيرة"، سنة 2013،  تناولت فيها مسار العائلة ومعاناتها منذ اختطاف الوالد عن عمر 25 عاما في سنة 1957، عندما كان عمرها ثلاث سنوات، وكشفت بخصوص الكتاب: "لم أتناول موت الوالد ولا اختفاءه بل تحدثت عن الحياة والأثر الذي خلفه".

وتخصصت ميشال في الرياضيات بجامعة ستراسبورغ وكتبت العديد من المؤلفات حول علماء الرياضيات، بالإضافة إلى اهتمامها بأحداث "كومونة باريس سنة1871"، إذ ألفت خمس أعمال حول الأحداث قامت فيها بتصحيح أرقام الضحايا وأسست كذلك موقعا إلكترونيا خاصا بتلك الأحداث، حيث بررت اهتمامها بالقضية في تصريحات صحفية: "لقد امتلأت ساحات باريس بجثث الضحايا في أحداث كومونة سنة 1871 لإعطاء درس للمواطنين من أجل ثنيهم عن الاحتجاج مجددا تماما مثلما حصل في أحداث 8 ماي 1945 بقالمة وسطيف وخراطة من طرف جيش الاستعمار الفرنسي".

كما برعت ميشال في كتابة الروايات على عكس عائلة أودان المشهورة بتدريس الرياضيات. في نهاية مسارها أنجزت كتاب "المنزل المسكون"، سنة 2025، يتناول حياة مدينة ستراسبورغ بمنطقة الألزاس لورين تحت حكم نظام فيشي.