الوطن

افتتاحية مجلة الجيش

الجيش الوطني الشعبي يواصل بكل عزيمة وإصرار وبحسٍّ رفيع بالواجب الوطني ووعي كبير بمختلف الرهانات اللازم كسبها، “تحمّل مسؤولياته الجليلة في الدفاع عن وطننا المفدى وتعزيز سيادته واستقلاله،

  • 304
  • 4:03 دقيقة

أكدت مجلة الجيش الجزائري في افتتاحية عددها الأخير، أن الجيش الوطني الشعبي على أتم الاستعداد لرفع كافة التحديات، وأن ما يحققه من إنجازات يجسّد التزامه وجاهزيته للوقوف سدًّا منيعا أمام كل من يحاول العبث بأمن واستقرار الوطن وسكينة الشعب، عملا بالميثاق الغليظ الذي قطعه على نفسه.

وجاء في افتتاحية مجلة الجيش لشهر أكتوبر، الصادرة اليوم الأحد، أن الجيش الوطني الشعبي يواصل بكل عزيمة وإصرار وبحسٍّ رفيع بالواجب الوطني ووعي كبير بمختلف الرهانات اللازم كسبها، “تحمّل مسؤولياته الجليلة في الدفاع عن وطننا المفدى وتعزيز سيادته واستقلاله، مبرهنا، بكل جدارة واستحقاق، جاهزيته واحترافيته وفعاليته في تأديته لمهامه النبيلة”، وأضافت أن “أبناءه مستعدون دوما لرفع كافة التحديات ودرء كل التهديدات مهما كان نوعها ومصدرها، لا غاية لهم سوى إشاعة الأمن ونشر موجبات الطمأنينة في كافة ربوع وطننا الغالي”.

وأشارت الافتتاحية إلى ما أكده رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، في كلمته بمناسبة زيارته لمقرّ وزارة الدفاع الوطني يوم 9 أكتوبر، قائلا: “جيشنا أصبح مهاب الجانب لأنه تأقلم مع الظروف ومع العقيدة الدفاعية، تأقلم مع الحروب الهجينة، مع الحروب السيبرانية، مع الذكاء الاصطناعي، وأصبح اليوم مدرسة عليا للوطنية وللدفاع الشرس عن حريتنا وحرمة ترابنا والوفاء لرسالة أول نوفمبر 1954″، مضيفا: “حدودنا آمنة والحمد لله لأن الجيش قوي، والجيش حذر، والجيش يقوم بالدفاع على حرمة التراب الوطني، وإلا لكنا مـحل أطماع”.

ما يحققه الجيش يجسّد جاهزيته للوقوف سدا منيعا أمام كل من يحاول العبث بأمن الوطن وسكينة الشعب

وأكدت افتتاحية مجلة الجيش الجزائري أن “ما يحققه الجيش الوطني الشعبي من إنجازات يجسد التزامه وجاهزيته للوقوف سدا منيعا أمام كل من يحاول العبث بأمن واستقرار وطننا وسكينة شعبنا، عملا بالميثاق الغليظ الذي قطعه على نفسه لصون أمانة أسلافنا الميامين وحفظ وديعتهم التي لا تقدر بثمن، مؤكدا نقاء طينته ونبل منشئه وأصالة جذوره التي تمتد إلى ثورة نوفمبر الخالدة”.

وجاء في افتتاحية مجلة الجيش أن هذا الالتزام “تعكسه النتائج الباهرة المحققة في مجال تأمين الحدود الوطنية ومـحاربة الجريمة المنظمة، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، هذه الآفة الخبيثة التي أقسم الجيش الوطني الشعبي على اجتثاث بقاياها وقطع دابرها وتطهير أرضنا المقدسة من دنسها، مثبتا يقظته وبسالته”، وهو ما أكدته العملية النوعية التي نفذتها وحدات الجيش مؤخرا بإقليم الناحية العسكرية الخامسة وأسفرت عن القضاء على سبعة إرهابيين واسترجاع سبع مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وكميات من الذخيرة، حيث تنقل الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنڤريحة، إلى منطقة العملية، أين تفقّد الوحدات العسكرية المشاركة فيها، ووقف على حيثيات هذا النجاح العملياتي الباهر، وأضافت أن هذه “رسالة بالغة الدلالات تجسّد تثمين وعرفان القيادة العليا للجهود المضنية التي يبذلها أبناء الجيش الوطني الشعبي وإحاطتهم بالدعم المعنوي الذي يستحقونه”.

وأكدت افتتاحية مجلة الجيش أن “الجيش الوطني الشعبي، المصمم أكثر من أي وقت مضى على مواكبة التطوّرات الحاصلة في مجالي الدفاع والأمن، يواصل، دون هوادة، مسار العصرنة والتطوير”، وقالت إن مسار العصرنة والتطوير “قطع على دربه أشواطا مديدة، متكيفا ومتطلبات المرحلة الراهنة بما تحمله من تحديات أمنية وتكنولوجية وتنموية، عبر استراتيجية دفاعية متينة مرتكزة على مقاربات مدروسة وشاملة لمختلف الميادين تراعي قدراتنا الذاتية وتواكب ما يشهده العالم من تحولات، مرافقا للمشروع النهضوي الذي تخوضه بكل عزيمة وإصرار الجزائر الجديدة المنتصرة على مـختلف الجبهات”، وأضافت: “في هذا السياق، وفي جو يسوده الأمن والاستقرار والسكينة والطمأنينة، تواصل الجزائر بخطى ثابتة وإرادة واثقة، شقّ مسارها الطموح صوب الوجهة الصحيحة، على أسس متينة وسليمة، قوامها التماسك والانسجام والوحدة، والالتزام بحتمية خدمة الوطن وصيانة أمنه واستقراره وسيادته، مـحققة وثبة حقيقية وقفزات نوعية على مـختلف المستويات وفي كافة المجالات والقطاعات السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والدبلوماسية، رغم أنف أعدائها وكيد المتربصين الذين لا يحبون الخير لبلادنا ويحاولون عبثا، بكل الطرق، عرقلة مسيرتها وكبح دورها الريادي إقليميا ودوليا”.

وأشارت الافتتاحية إلى ما أبرزه الفريق أول السعيد شنڤريحة، بالمناسبة ذاتها، قائلا: “لقد أثبتت التجارب عبر التاريخ أن الدول التي تعتمد على قوتها الذاتية ومقوماتها الداخلية أقدر من غيرها على مواجهة التهديدات الخارجية، فالتحام الشعب مع قيادته ومؤسسات دولته يمثّل حجر الزاوية، في بناء صرح الأمن الوطني وتحقيق الاستقرار النسقي للدولة”، وقال إن “الخيارات الاستراتيجية التي حرص السيد الرئيس على اتخاذها، والهادفة لتكريس منطق الدولة الرائدة والاقتصاد الناشئ والجيش القوي وتمتين الجبهة الداخلية، تشكل منطقا عقلانيا وحكيما، يسمح لبلادنا من أن تصنع مستقبلها بضمان أمن وطني مستديم، قائم على تلاحم المؤسسات وتكامل الجهود، في ظل رؤية استراتيجية، ترتكز على الكفاءات الجزائرية، وعلى نجاعة بنى الدولة الخادمة للوطن والمواطن”.

 “ستبقى الجزائر شامخة بفضل وعي شعبنا الأبيّ وتلاحمه مع جيشه”

وأكدت افتتاحية مجلة الجيش أنه “وفي خضم أوضاع دولية وإقليمية تتّسم بالاضطراب والتوتر، وفي ظل ما يحاك ضد بلادنا من مؤامرات وما يُدبّر من مكائد، ورغم كل المحاولات البائسة واليائسة لاستهدافها من طرف أعدائها الذين تؤرقهم رؤية الجزائر تسير على الدرب القويم، ومن طرف العملاء الذين باعوا وطنهم وأنفسهم وضمائرهم بأبخس الأثمان، ستبقى الجزائر شامـخة بفضل وعي شعبنا الأبيّ وتلاحمه مع جيشه الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني”. وتابعت أن هذا “التلاحم طالما قدَّم الدروس تلو الدروس، وكبّد الأعداء الهزيمة تلو الهزيمة، وهو الصائن لحاضر الجزائر ومستقبلها حفظا لوديعة شهدائنا الأبرار، وفاءً بالعهد وإنجازا للوعد الذي قطعناه لأسلافنا الميامين، الذين بذلوا أعظم التضحيات لتحيا الجزائر حرة وكريمة وسيدة”