مجتمع

التراث الجزائري يواصل مسار التألق في 2025

ملف القفطان الجزائري أحد أبرز محطات هذا الحضور.

  • 26
  • 1:58 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

شهدت سنة 2025 تكريسا لمرئية التراث الجزائري على المستوى الدولي والعربي، بفضل الجهود الدبلوماسية المتواصلة على مستوى المنظمات الدولية، إلى جانب توظيف الحضور الإعلامي لشخصيات جزائرية معروفة في التعريف بالموروث الثقافي الوطني، آخرهم لاعب كرة القدم الدولي السابق علي بن شيخ، الذي استغل ظهوره المتكرر في الإعلام القطري ليقدم صورة قريبة وبسيطة عن العادات الجزائرية.

وعلى المستوى الدولي، شكل ملف القفطان الجزائري أحد أبرز محطات هذا الحضور، بعدما حازت الجزائر أسبقية واضحة في تسجيله كمكون أساسي خاص بها ضمن التراث الثقافي اللامادي لمنظمة اليونسكو.

وقد أكدت الوثائق والقرارات الصادرة عن المنظمة هذا المعطى، لاسيما خلال الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي، المنعقدة بالعاصمة الهندية نيودلهي، التي أقرت بشكل جلي وصريح أسبقية الجزائر في هذا الملف، وفق ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية.

وبموجب هذا القرار، تم تعديل اسم العنصر المسجل سنة 2024 في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للبشرية، عبر إدراج القفطان صراحة ضمن التسمية الرسمية، ليصبح العنوان: “الزي النسائي الاحتفالي في الشرق الجزائري الكبير: المعارف والمهارات المرتبطة بخياطة وتزيين الڤندورة، والملحفة، والقفطان، والقاط واللحاف”.

كما وافقت اللجنة على تعديل ملف آخر مسجل منذ سنة 2012، يتعلق بالطقوس والمهارات الحرفية المرتبطة باللباس العرائسي التلمساني، بإضافة عبارة “لبسة القفطان” وترجمتها إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

واعتبرت هذه القرارات نجاحا دبلوماسيا مهما للجزائر، ليس فقط لكونها تعزز الاعتراف الدولي بالقفطان كعنصر أصيل من التراث الجزائري، بل لأنها تؤكد أيضا الأسبقية التاريخية والثقافية للجزائر في هذا المجال، وتغلق الباب أمام أي محاولات للتشكيك أو الاستحواذ على هذا الموروث.

وفي السياق ذاته، برز بعد آخر مكمل لهذا الحضور الرسمي، تمثل في الدور الذي لعبه علي بن شيخ على الساحة الإعلامية العربية. فخلال مشاركته كمحلل رياضي في برنامج “المجلس” على قناة “الكأس” القطرية، بمناسبة كأس العرب 2025، لم يقتصر حضوره على التحليل الكروي، بل حرص على الاحتفاظ بلهجته الجزائرية وشخصيته العفوية، ما جعله قريبا من المشاهد العربي، وصوتا مختلفا داخل الاستوديوهات الرياضية.

وخلال إحدى الحلقات، فاجأ بن شيخ الجمهور بتقديم مجموعة من الحلويات التقليدية الجزائرية على المباشر، شارحا أصولها ومناطق انتشارها، في مشهد خرج عن النمط الكلاسيكي للبرامج الرياضية، ولاقى تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

 كما قدم البرنوس الجزائري كهدية للإعلامي القطري خالد جاسم، موضحا رمزيته التاريخية والثقافية، ومؤكدا أن الهدية تعبير عن محبة الشعب الجزائري وتقديره.

ويعكس هذا التلاقي بين الاعتراف الدولي الرسمي والمبادرات الإعلامية العفوية توجها لترقية صورة الجزائر الثقافية، حيث بات التراث، بمختلف مكوناته، أداة فاعلة للدبلوماسية الناعمة، ووسيلة لتعزيز حضور الجزائر والدفاع عن أصالة هويتها في الفضاءين العربي والدولي.

لمعرفة المزيد حول هذه المواضيع