أُسدل الستار، اليوم، رسميا عن واحدة من أطول ورشات الترميم في قطاع الفندقة بالجزائر، حيث أعلن عن إعادة افتتاح فندق "سيرتا الكبير" العريق، بعد إغلاق دام لأكثر من عقد من الزمن، في مشهد يعيد لقسنطينة بريقها السياحي.
افتتح فندق "سيرتا الكبير" بقسنطينة، بعد أكثر من 10 سنوات من الأشغال التي كلفت في مجملها 7 ملايير دينار، علما أن عام 2024، قد شهد منعطفا حاسما في مسار الفندق الذي شيد سنة 1912؛ حيث انتقلت ملكيته من "شركة التسيير السياحي للشرق" إلى شركة الاستثمار للفندقة، إذ لم يكن هذا الانتقال مجرد إجراء إداري، بل خطوة لضم المعلم التاريخي إلى محفظة دولية، حيث سيعمل الفندق بتسيير إداري من قبل العلامة المرموقة، التابعة لمجموعة "ماريوت الدولية".
وأكد مولاي العربي، المدير العام لشركة الاستثمار للفندقة، خلال الافتتاح، أن الهدف المسطر من قبل إدارة الفندق هو تقديم تجربة فاخرة تمزج بين الأصالة المعمارية "العربية - الموريسكية" وبين الحداثة العالمية، مشددا على أن الفندق سيكون محركا للاقتصاد المحلي ووجهة راقية لرجال الأعمال والسياح، على حد سواء.

وهو ما أكده السيد بلواهم بشير، مهندس معماري استشاري، مع صاحب المشروع، أنه ورغم التحديات التقنية والإدارية التي أخرت المشروع منذ عام 2014، إلا أن النتيجة جاءت بمواصفات عالمية، مع الحفاظ على روح المكان ونسقه المتكامل مع النظرة العامة لقسنطينة العريقة، فقد خضع الفندق لعملية تجديد شاملة وتوسعة نوعية، شملت رفع الطاقة الاستيعابية، وذلك بتوفير 27 غرفة فخمة و27 جناحا منها جناح رئاسي، ليكون بمواصفات "خمس نجوم" وأكثر ليصبح له درجة القصر "بالاس".
وهذا بعد إضافة عدة مرافق ترفيهية، حسب المتحدث كمسبح خارجي، "سبا" متطور، ومركز لياقة بدنية، إلى جانب فضاءات للأعمال، تضم جناحا متكاملا لرجال الأعمال وقاعة مناسبات كبرى. كما تم تحويل قاعة السينما السابقة إلى مسرح وقاعة عروض مزودة بمطعم، ليكون الفندق قطبا ثقافيا في "جسور" قسنطينة.
من جانبه، شدد عبد الخالق صيودة، والي الولاية، على الأهمية التراثية للفندق، ويهدف المشروع، تعزيز الحظيرة الفندقية للولاية وتنشيط السياحة الداخلية التي تضعها الدولة كأولوية في استراتيجيتها الجديدة، علما أنه من المبرمج أن يتم التشغيل اعتمادا على الكفاءات المحلية من خريجي المدرسة العليا للفندقة.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال