الغموض يخيّم على مستقبل "الجنرال"

يخيّم الغموض على مستقبل عبد الحق بن شيخة مع اتحاد العاصمة، فبعد أن أعطى، أمس، الانطباع بأنه قرر ترك منصبه والرحيل من الفريق، عقب الأجواء المشحونة والضغوطات الكبيرة التي مرّ بها، تغيّر خطابه صباح اليوم بـ180 درجة، حيث ظهر أكثر هدوءا، وأكد على ضرورة التحضير الأمثل لمواجهة نجم مڤرة في كأس الجزائر، ما زاد من غموض القرار الذي ينتظر أن يحسمه المدرب في الساعات المقبلة.

وقد تركت الرحلة الأخيرة للفريق إلى اتحاد العاصمة، أثرا عميقا في نفس "الجنرال"، بعدما تعرض مجددا للشتم خلال مباراة أولمبيك آسفي، رغم الفوز الذي حققه الفريق بهدف زكريا دراوي. حادثة أثرت فيه كثيرا، خاصة وأنها جاءت في بلد لطالما حظي فيه بالتقدير بالنظر للنتائج الكبيرة التي حققها في تجاربه السابقة هناك.

وفي خضم التأثر، أبلغ بن شيخة المدير الرياضي، سعيد عليق، في رحلة العودة، بأنه لم يعد قادرا على تحمّل سيل الشتائم التي تلاحقه في كل مواجهة، رغم النتائج الإيجابية، طالبا منه بدء التفكير في مدرب يخلفه. ورغم محاولة عليق تهدئته وتذكيره بأنه ليس الوحيد المستهدف من الانتقادات، إلا أن المدير العام الرياضي لم يتردد مع ذلك في فتح قنوات اتصال مع المدرب عبد القادر عمراني، داعيا إياه للاستعداد لاحتمال خلافة "الجنرال".

وبدا أنّ قرار الرحيل بات وشيكا، خصوصا بعد أن حضر بن شيخة حصة الاستئناف ليوم أمس بملعب عمر حمادي بالزي المدني، في مؤشر قوي على أنه يستعد لطي الصفحة.

لكن المشهد تغيّر كليا اليوم، حيث عاد الناخب الوطني الأسبق إلى التدريبات بشكل طبيعي، ومارس مهامه بصفة عادية، بل وكان خطابه مختلفا تماما. ففي الوقت الذي لمح فيه أمس إلى إمكانية وداع اللاعبين، تحدّث اليوم بإصرار عن ضرورة احترام نجم مڤرة والاستعداد الجيد لمباراة الكأس يوم الأربعاء.

كما انفرد بن شيخة بالمناسبة باللاعب إلياس شتي خلال الحصة الصباحية، ووجّه له توبيخا شديدا بسبب العبارات المشينة التي التقطتها كاميرات النقل التلفزي في مباراة آسفي، حين أبدى ابن عنابة غضبه من بقائه بديلا.

في المقابل، تجنّب المدرب الحديث مع اللاعب أدم عليلات، رغم أنه لم يكن راضيا عن عودته "المباشرة" إلى التدريبات عقب مقاطعته لتنقل الفريق الأخير إلى مباراة آسفي، بحجة تأثره بالشتائم، ما بدا تمييزا واضحا في أسلوب الإدارة في التعامل مع اللاعبين، خاصة عندما نرى كيف تمت معاقبة زميله بوخنشوش بالإبعاد بسبب منشور على مواقع التواصل.

وتوضح هذه المؤشرات المتناقضة حالة التردد التي يوجد عليها بن شيخة، ما بين مواصلة مهامه أو الرحيل، وسط حديث عن عرض رسمي وصله من اتحاد كرة القدم في موريتانيا، قد يدفعه لخوض تجربة جديدة خارج الجزائر.

الساعات المقبلة ستكون حاسمة، وقد تكشف ما إذا كان "الجنرال" سيواصل قيادة اتحاد العاصمة نحو أهدافه، أم سيختار الرحيل في ظل الضغوط التي تبقى تلاحقه؟