رياضة

"الكاف" "تقزم" دور التسويق الإعلامي في إنجاح الحدث الإفريقي

أفرز نقصا كبيرا في الحضور الجماهيري من على المدرجات لمختلف مباريات "الكان".

  • 1182
  • 5:09 دقيقة
الصورة: م.ح
الصورة: م.ح

أفرزت الطبعة الـ 35 من منافسات كأس أمم إفريقيا الدائرة رحاها حاليا بعدد من مدن المغرب، جملة من المعطيات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال التغاضي عنها بحكم الأهمية التي يكتسيها الحدث الكروي القاري والحضور المكثف لوسائل الإعلام لتغطية مجريات الحدث الرياضي الأبرز في القارة السمراء ، وهو ما أفرز من حيث لا يدرك الكثيرون نقصا كبيرا في الحضور الجماهيري من على المدرجات لمختلف مباريات "الكان" رغم حدة التنافس الذي أبانته عنه حتى الآن مختلف المنتخبات الإفريقية بما فيها تلك التي صنفت قبيل انطلاق الدورة بمنتخبات المستوى الثاني أو الثالث.

ويبقى عامل التسويق لأي حدث سواء كان كروي أو اقتصادي أو اجتماعي مهما لضمان نجاح الموعد وذلك بالعمل على الإلمام بمختلف الجوانب التي يمكن أن يكون لها علاقة بالحدث نفسه، وهي النقطة التي تكون "الكاف" قد أهملت وقعها على الدورة ككل.

"زيزو" يطيح بـ "ميولات" اعلام "الكاف" من أول ظهور

صنع الظهور الرسمي الأول للمنتخب الوطني الجزائري في منافسات كأس أمم افريقيا 2025 أمام نظيره السوداني لحظة فارقة في الطبعة الـ 35 برمتها، بحكم أن المنصة الشرفية للملعب شهدت حضورا مميزا للاعب الدولي الفرنسي الأسبق ذي الاصول الجزائرية زين الدين زيدان بمعية زوجته وأبنائه لمتابعة اطوار المواجهة المذكورة ، وهو ما شكل مادة دسمة صعب على مختلف وسائل الاعلام الحاضرة التفريط فيها، بعدما صنع ظهور المتوج بمونديال 1998 "زيزو" وافراد عائلته حدثا كبيرا الى درجة نجح في بسط "ظل واسع" بموقع اللقاء في غياب الدعاية الاعلامية المرجوة التي كانت تبحث عنها الجماهير وتتسابق لاجل استغلالها والتقاطها مختلف وسائل الاعلام على كثرتها.

يذكر ان الصفحة الرسمية ل "الكاف" سارعت الى نشر صور للنجم العالمي زيدان بمعية رئيس الكنفدرالية الافريقية باتريس موتسيبي بعد مباراة الجزائر ضد السودان ، فيما لا زالت مختلف المنشورات تقتصر على الاعلان عن هوية حكام مباريات الدورة ، ما طرح اكثر من علامة استفهام حول "الفتور الاعلامي" لمن يفترض ان يشكلوا الاذرع الاعلامية القوية للهيئة الافريقية.

نجوم اخرون التقطتهم عدسات الكاميرات..واعلام "الكاف" "شاهد ما شافش حاجة"

وقد بات حضور النجم الفرنسي ذي الأصول الجزائرية زين الدين زيدان لمباريات "الخضر" منذ بداية المنافسة الإفريقية أمرا عاديا في ظل إبداء "زيزو" على الدوام وحتى عندما كان يرتدي ألوان "الديكة" ميولا واضحا إلى ابناء جلدته وبلاد اجداده ، مع ان "كان 2025" اضحت تشكل حدثا فارقا لدى عائلة زيدان في ظل تواجد الابن لوكا ضمن تعداد "الخضر" والاكثر من ذلك نجاح حارس غرناطة الاسباني في الظفر بمكانة اساسية ضمن تعداد المدرب فلاديمير بيتكوفيتش ما جعل من حضور العائلة المذكورة لمناصرة الجزائر امرا مفروغا منه.

وكانت عدسات الكاميرات قد التقطت خلال مواجهات كروية مختلفة صورا للكثير من نجوم المستديرة سواء السابقين او الحاليين ممن أبوا الا ان يحضروا لمتابعة بعض المباريات ومناصرة منتخباتهم او منتخبات بلدانهم الاصلية أو زملاء لهم كما كان عليه الشأن بالنسبة لنجم كرة القدم الجزائرية رابح ماجر الذي صنع الحدث هو الآخر بهدوئه المعهود وأناقته.ملاعب أخرى من ملاعب "الكان" عرفت بدورها حضورا مميزا لبطل العالم نسخة 2018 ونعني به نجم ريال مدريد كيليان مبابي ، فيما فضل زميله في الفريق اويرليان شواميني متابعة اطوار منتخب الاجداد الكاميرون بمعية ظهير برشلونة جول كوندي دون ان يستغل اعلام الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم كل هذه "النقاط" للترويج الأمثل للموعد في ظل بقاء "العزوف الجماهيري" بمثابة العامل المشترك الثابت خلال مواجهات الدور الاول اذا استثنينا مواجهات البلد المستضيف ومباراة واحدة كان رئيس "الكاف" موتسيبي قد عمل على الترويج لحضورها بشبابيك مغلقة وهو جالس من على المنصة الشرفية لملعب اغادير بين مصر والبلد الذي ينحدر منه الرئيس ونعني به جنوب افريقيا.

مخاوف من فشل الاعلام المحلي في الترويج الناجح للدورة

وبعيدا عن "الكاف" وميولاتها وطرق رسم خياراتها لتغطية أي حدث قاري كروي ، طفا على السطح قبيل فترات وجيزة من الاعلان عن انطلاق فعاليات الطبعة ال 35 من "الكان" صراع داخلي مرير بين عدد من مسؤولي قطاع الاعلام في البلد المنظم للدورة ، وهو ما اثار مخاوف غير معلنة من امكانية ان يتسبب ذلك في "خلط اوراق" الاعلام المحلي وبالتالي افشال كل مساعيه في الترويج الجيد للدورة ، بعدما سعت السلطة في "الجارة الغربية" بكل ما أوتيت من قوة الى جعل النسخة الحالية بمثابة "الأنجح على الإطلاق" اثر اعتمادها لمعايير قالت بأنها "تتجاوز بكثير تلك التي فرضتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم".

ويتمثل الصراع الخفي الذي "ارعب" المختصين في المجال الاعلامي في "لغز" تغييب شبه التام للقناة الرياضية الأولى في البلد عن المشهد وطفو مخاوف من امكانية تأثير هذه الخطوة سلبا على رهان "الترويج الايجابي" لصورة المملكة ، وذلك بعد ان دار حديث في الكواليس عن نشوب أزمة بين الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومدير القناة "الرياضية" وما تبع ذلك من ابتعاد هذا الأخير عن المشهد في توقيت حساس و افراز هذه الخطوة لانسداد تام على صعيد أكثر من ورشة كانت تنتظر الدعم قبل انطلاق المحفل الكروي الإفريقي ، وهو ما وضع حسب نفس المصادر "صورة البلد ككل امام المحك".

افرازات "الصراعات الداخلية" تسوق صورة قاتمة عن "بروفا" مونديال 2030"

وقد اعتبر العديد من الملاحظين تراجع القناة "الرياضية" المحلية والمختصة أو بالأحرى ارجاعها الى "الصف الثاني" في تغطية الحدث بمثابة تهديد حقيقي ل "الكان" في الشق المتعلق بالدعاية والترويج الاعلامي للحدث الكروي الابرز في القارة ، خاصة وان "الخطة" الاولية نظريا كانت مبنية على خلق شبكة من القنوات الرياضية عوض قناة وحيدة لضمان أفضل تغطية لـ"الكان" مع قائمة برامج متنوعة ، مع تخصيص استوديو كبير ومتطور جدا من الناحية الجمالية والتكنولوجية لفائدة مجموعة قنوات "الرياضية" وبالاعتماد على وحدات إنتاج جديدة ، قبل ان يتم الاكتفاء بتخصيص الاستوديو الجديد ل "القناة الرياضية" و"القناة الأولى" معا مع جعل هذه الأخيرة بمثابة الناقل الرسمي للحدث ، ليقف الجمهور الرياضي المتابع في الاخير على برامج وتقارير غابت عنها لمسة الاعلام الرياضي المتخصص نظير حضور مميز لاعلام رياضي "خالص" كان قد قدم من دول افريقية عديدة على غرار مصر والسنغال وكوت ديفوار.

وكانت مصادر اعلامية محلية قد تحدثت "عن واقع خطير يهدد البلد المستضيف بفقدان الكثير من النقاط على مستوى التسويق للبطولة من جهة، وللبلد ككل ، في ظل ايمانها "بأن الدول التي تحتضن طبعات رياضية مماثلة لا تكتفي بنقل المباريات وبتتبع تحضيرات المنتخبات المشاركة ، بقدر ما تستغل الفرصة لإبراز تطور بنياتها التحتية والترويج لمنتوجها السياحي مع التعريف بمدنها المستضيفة" ، مع ان البلد المستضيف حاليا للطبعة ال 35 من "الكان" يرى في الدورة بمثابة "بروفا" قبل الاستضافة المشتركة لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال ، وهو أمر كان من الممكن ان يفرض عليه تفادي ذلك "التيهان" الاعلامي الذي فرضه عليه الواقع المعاش خاصة بعد طفو بوادر فشل كبير في "تأدية المهام" بعد تغييب اهل الاختصاص والاكتفاء بقنوات لم تنجح في سد الفراغ.