رياضة

لماذا فضل محيوص شبيبة القبائل على شباب بلوزداد؟

رغم أن العرض المادي لفريق "لعقيبة" كان أكبر.

  • 6236
  • 2:03 دقيقة
المهاجم أيمن محيوص رفقة رئيس مجلس إدارة شبيبة القبائل، الصورة: ح.م
المهاجم أيمن محيوص رفقة رئيس مجلس إدارة شبيبة القبائل، الصورة: ح.م

رغم أن شباب بلوزداد قدّم عرضا ماليا أكبر، بلغ في مجموعه 1,4 مليار سنتيم شهريا، اختار المهاجم الدولي للمنتخب المحلي، أيمن محيوص، الانضمام إلى شبيبة القبائل مقابل 1,2 مليار سنتيم.

وهو ما يفسر أن قراره لم يكن مرتبطا بالأساس بالجوانب المالية، بقدر ما كان مبنيا على اعتبارات رياضية وصحية وطموحات قارية.

 وتضمن عرض بلوزداد، خلال المفاوضات التي قادها عمارة شرف الدين، راتبا أساسيا منصوصا عليه في العقد، إضافة إلى مبلغ إضافي من خلال عقد الرعاية والسبونسورينغ، لكنه لم يكف للحصول على توقيع ابن جيجل.

 محيوص، وبحسب المعطيات المتوفرة، فضّل الشبيبة لأسباب مختلفة، منها ضمان التدرب واللعب على أرضيات طبيعية التي يوفرها ملعب حسين آيت أحمد، في وقت صار فيه شباب بلوزداد مهددًا بالعودة إلى الميادين ذات العشب الاصطناعي، بعد غلق الملاعب الكبرى في العاصمة.

 هذا العامل كان مهمًا بالنسبة له، لأنه يعاني من انزعاجات على مستوى الركبة أثناء اللعب على العشب الاصطناعي، إلى درجة أنه طلب، الموسم الماضي، إعفاءه من التنقل لمواجهة فرق تنشط في ملاعب "الطارطون" مثل البيض.

 إضافة إلى ذلك، سيشارك محيوص مع شبيبة القبائل في رابطة أبطال إفريقيا، بينما سيكتفي شباب بلوزداد بخوض منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية، المنافسة التي يقول إنه لم تعد تلبي طموحاته خاصة وأنه توج بلقبها من قبل مع اتحاد العاصمة.

 ورغم الأرقام الكبيرة التي حققها في موسمه مع بلوزداد، كانت لدى محيوص أيضا بعض المخاوف من عودة إسلام سليماني إلى الفريق، بعد نهاية فترة إعارته من واسترلو البلجيكي، وهو الذي كان قد أخذ مكانه كلاعب أساسي في مرحلة الذهاب، وما يعزز ذلك أن محيوص بقي يسأل في كل مرة، خلال مفاوضاته مع مسؤولي بلوزداد، عن وضعية سليماني وإمكانية عودته.

 على العموم، لم يكن رحيل محيوص عن الشباب بحد ذاته ما أثار غضب واستياء البلوزداديين، بقدر ما أثارهم أنه لم يكن صريحا منذ البداية. فقد واصل المفاوضات ووضع شروطا جديدة في كل مرة، رغم أنه كان قد حسم أمره تقريبا نحو شبيبة القبائل، وقبل ذلك فهو لم يلتزم بالاتفاق الأول وملحق العقد الذي وقعه مع الإدارة قبل نهاية الموسم الماضي.

 واستغلّ محيوص رفض الرابطة تسجيله ضمن القائمة الجديدة، لأنه كان بالصيغة القديمة للعقود، ليطلب التفاوض من جديد، على عكس زملائه، خاسف ولعوافي وبن عيادة، الذين التزموا بالاتفاق الأول وجددوا عقودهم وفق الصيغة الجديدة للرابطة.

 هذا التحوّل في مسار محيوص سيؤثر مباشرة على الفريقين: شبيبة القبائل تستفيد من مهاجم جاهز وذي خبرة قارية، ما يمنحها حلولًا هجومية قوية قبل خوض رابطة أبطال إفريقيا، بينما يجد شباب بلوزداد نفسه مضطرًا لإعادة ترتيب خط هجومه وتعويض لاعب كان هدافًا أساسيًا في موسمه الأخير، في وقت يواجه فيه ضغطًا جماهيريًا متزايدًا بسبب طريقة رحيل أحد أبرز لاعبيه.