رياضة

مأساة ملعب 5 جويلية.. من المسؤول؟

الحصيلة الأولية.. وفاة 3 شبان.

  • 8145
  • 2:52 دقيقة
الصورة: حمزة كالي / "الخبر"
الصورة: حمزة كالي / "الخبر"

باشرت مصالح الأمن التحقيق في ظروف وملابسات المأساة التي شهدها ملعب 5 جويلية بالعاصمة، أمس السبت، بمناسبة مباراة مولودية الجزائر ونجم مڤرة، والتي أفضت إلى وفاة 3 شبان في حصيلة أولية.

 ومباشرة بعد الحادثة تنقلت عناصر الشرطة ومعها فرقة الشرطة العلمية إلى ملعب 5 جويلية لجمع البيانات والأدلة المادية من أجل الكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.

 وكشفت صور ومقاطع فيديو انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي عن حدوث عملية تدافع انطلقت من أعلى المدرجات العلوية لسبب ما (حدوث شجار جماعي أو طريقة احتفالية)، قادت إلى سقوط الأنصار بشكل أحجار الدومينو، قبل أن يهوي عدد من المشجعين إلى الأسفل، بعد انهيار السياج الفاصل، وتفضي إلى واحدة من أسوأ حوادث الملاعب في تاريخ الكرة الجزائرية، بعد حادثة انهيار سقف ملعب 20 أوت 55، بالعاصمة، بمناسبة مباراة نصر حسين داي ومولودية الجزائر سنة 1982.

 وكشفت صور أخرى تم تداولها أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الحالة المتردية لهذا السياج الفاصل الذي أصابه الصدأ وتآكل بشكل كبير، وهو ما يفسر انهياره بتلك الطريقة، السياج الذي لم يتم مراقبته أو تجديده منذ تدشين ملعب 5 جويلية الأولمبي سنة 1972، مع الاكتفاء في كل مرة بطلائه فقط.

 وكان ممكنا أن تكون الحصيلة أكبر وقائمة الضحايا أثقل لو لم يسارع شبان من فريق تحت 17 سنة لمولودية الجزائر، وأيضا العناصر التابعون لمديرية الشباب والرياضة الذين كانوا يستعدون للمشاركة في احتفالية تسليم الدرع، وكانوا جالسين أسفل تلك المدرجات، بالابتعاد قبل ثوان فقط من انهيار السياج، وهذا بعد أن سقط أمامهم عدد من الشماريخ التي أشعلها المشجعون احتفالا بنهاية المباراة وتحقيق اللقب. وليست هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها ملعب 5 جويلية عنوانا لمأساة من هذا النوع، فقد شهد الملعب العتيق في سبتمبر 2013 حادثة مروعة بمناسبة مباراة "الداربي" العاصمي بين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، وهذا عندما هوى مناصران لاتحاد العاصمة من المدرج رقم 13 إلى الأسفل وفارقا الحياة، نتيجة تصدع وانهيار جزء من ذلك المدرج، وتقرر وقتها غلق الملعب وإعادة تشييد تلك المدرجات العلوية، دون أن يمتد ذلك إلى السياج الذي تم، كما ذكرنا أعلاه، الاكتفاء بإعادة طلائه.

وقبل هذا وذاك، لم يتم استخلاص الدروس واللجوء للإجراءات الوقائية لتفادي تكرار ما حدث. ويمكن القول إن عددا من العوامل قادت، من قريب أو من بعيد، نحو عودة هذه الكوارث، ومنها تغييب دور اللجنة الوطنية لتأهيل الملاعب التابعة لوزارة الرياضة، والتي تشكلت بموجب المرسوم رقم 180 – 09 لسنة 2009، والتي كان من المفروض أن تسهر على متابعة الجوانب التقنية والأمنية لمختلف الملاعب الجزائرية مع مختلف المصالح، مع منح رخصة قابلة للتجديد في كل سنة.

 كما تم تجاهل عدد من القوانين والمراسيم التنفيذية التي تم اعتمادها سنة 2015، والتي تحدد طريقة تنظيم التظاهرات الرياضية، وتشمل مختلف الترتيبات التنظيمية والإدارية والأمنية، ومنها الجزء المتعلق بضرورة تقليص عدد الحضور في المباريات الهامة والمصيرية.

وهنا وجب الإشارة إلى أن عدد الحضور في ملعب 5 جويلية، بمناسبة مباراة أمس، فاق بكثير حصة التذاكر التي طرحت (50 ألف) يضاف إليها 8 آلاف بطاقة دعوة، وهو ما يمكن تفسيره بالظواهر المشينة التي صارت تقليدا في هذا النوع من المباريات، وتتورط فيها عدة أطراف من خلال إدخال أشخاص لا يحوزون التذاكر.

 ومن الترتيبات التي تم تجاهلها أيضا (الخاصة بتنظيم التظاهرات الرياضية) الجزء المتعلق بضرورة تواجد أعوان الملاعب على حواف المدرجات (تم اعتمادها في بطولتي "الشأن" و"الكان" بسبب تعليمات الكاف)، حيث فرضت جماعات الألتراس منطقها مرة أخرى، ودفعت نحو انسحاب هؤلاء الأعوان، وحتى عناصر الشرطة، من هذه المناطق الحساسة، والتي سقط منها هؤلاء المشجعون أمس.