+ -

 توفي أول أمس، بمستشفى جنيف بسويسرا المجاهد محمد مشاطي، عضو في مجموعة الـ22 التي كانت وراء اندلاع ثورة التحرير. عرف مشاطي بنشاطه المستمر، وكتاباته السياسية، وبمواقفه النضالية لخدمة المسار الديمقراطي خلال السنوات الأخيرة، رغم تقدمه في السن. وبرحيل مشاطي، لم يبق من مجموعة الـ 22 التاريخية سوى عثمان بلوزداد، زبير بوعجاج، عمار بن عودة، وعبد القادر العمودي.ولد محمد مشاطي، يوم 04 مارس 1921 بقسنطينة. درس في سيدي عبد المومن بحي سيدي بوعنابة بقلب الحي الشعبي السويقة. شارك في الحرب العالمية الثانية، وذكر في مذكراته التي صدرت سنة 2010 عن منشورات “الشهاب” بعنوان “مسار مناضل”، أن أحداث 8 ماي 1945، جعلته يكتسب وعيا بضرورة العمل السياسي والنضالي، فانخرط في حزب الشعب، ثم اختير عضوا في المنظمة الخاصة (لوس). وكان عضوا فاعلا في اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي كلفت بمهمة الإعداد للعمل المسلح. شارك مشاطي في اجتماع الـ 22 يوم 25 جوان 1954، بمنزل المناضل الياس دريش بصالومبيي، لكنه لم يكن على علم بتاريخ اندلاع الثورة، وهو ما اعتبره في مذكراته بالخطأ الكبير الذي ارتكبه قادة الثورة في حق جماعة قسنطينة.ولما قامت الثورة، التحق بفدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، فألقت عليه السلطات الاستعمارية القبض سنة 1956، ومكث في السجن إلى غاية 1961. وعقب الاستقلال شغل مشاطي عدة مناصب في السلك الدبلوماسي، منها سفير الجزائر في ألمانيا، وقنصلا في عدة دول إلى غاية تقاعده سنة 1987. وفي الثمانينات انخرط مشاطي لفترة وجيزة في الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان التي كان يرأسها المحامي ميلود براهيمي.عقب أحداث أكتوبر 1988 اهتم مشاطي بقضايا الانتقال الديمقراطي، وكتابة التاريخ، وكانت له مساهمات كثيرة عبر الصحف، ومن أشهر كتاباته مقال “من الحزب الواحد إلى التعددية الأحادية”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات