ثقافة

امحمد الرخاء... صوت "الجزائر العميقة" الذي لا يُنسى

اليوم ذكرى رحيله الخامسة.

  • 429
  • 1:19 دقيقة

تطل علينا الذكرى الخامسة لرحيل الصحفي والزميل الفذ امحمد الرخاء، الذي وافته المنية إثر وعكة صحية مفاجئة، تاركاً وراءه ألماً كبيراً وفراغاً لا يُملأ في الوسط الإعلامي المحلي بولاية الجلفة، وبين كل من عرفه وعمل معه.
 كان امحمد الرخاء أكثر من مجرد مراسل لجريدة "الخبر"، بل كان ذاكرة حيّة للمنطقة، صوتاً لمن لا صوت له، وقامة صحفية راسخة في وجدان سكان الجلفة والمناطق النائية.
منذ أن بدأ مسيرته في تسعينيات القرن الماضي، خطّ لنفسه مساراً مميزاً بين الصحفيين المحليين، انطلق من التغطيات الرياضية، قبل أن يتفرغ بالكامل لنقل نبض الشارع وانشغالات الناس في القرى والمداشر المنسية.
 امتاز الراحل بالجرأة والصدق، وكان لا يهاب المشاق، يحمل قلمه كمن يحمل أمانة، حمل معاناة البسطاء إلى منابر الصحافة، ودق بها أبواب المسؤولين.
كانت مقالاته دوماً نزيهة، معبّرة، ومشحونة بروح المسؤولية الأخلاقية والمهنية. لم تكن كتاباته صدىً للأحداث، بل كانت صوتاً يعكس الواقع، ويطالب بالتغيير.
 لم يقتصر عطاء امحمد الرخاء على مهنة الصحافة، فقد خدم أيضاً في وظائف إدارية ببلدية البيرين ومحكمة عين وسارة، حيث عُرف بالانضباط ونزاهة السيرة، وفي قرار اتخذه بقناعة تامة، اختار التقاعد المبكر ليتفرغ لهوايته الأسمى وشغفه الأعمق: الصحافة، فكان مثالاً للوفاء لمهنة المتاعب حتى آخر يوم من حياته.
 برحيله، فقدت الجلفة علَماً من أعلامها الإعلاميين، وخسرت الصحافة المحلية واحداً من أنقى الأقلام وأكثرها إخلاصاً. أما من عرفوه عن قرب، فقد فقدوا إنساناً نبيلاً، متواضعاً، ذا قلب كبير.
 اليوم، وبعد مرور خمس سنوات، لا تزال سيرته العطرة حيّة، ترويها الذكريات، وتستحضرها المواقف، ويستشهد بها الجيل الجديد من الصحفيين الباحثين عن القدوة.
 رحم الله امحمد الرخاء، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ذكره الطيب ذخراً له وأثراً باقياً بيننا. سيبقى دائماً حاضراً في الذاكرة، مثالاً يحتدى، واسماً محفوراً في تاريخ الصحافة الجلفاوية.