ثقافة

تخليد روح الطبيب المعالج لضحايا ساقية سيدي يوسف

جامعة وهران أطلقت اسم الدكتور والمجاهد الراحل بودراع بلعباس على كلية الطب بوهران.

  • 495
  • 1:53 دقيقة
الصورة: م.ح
الصورة: م.ح

أطلقت سلطات ولاية وهران وجامعة وهران 1 أحمد بن بلة، بمناسبة الاحتفال بالخامس جويلية 2025، اسم الدكتور والمجاهد الراحل بودراع بلعباس على كلية الطب في وهران.

فمن هو بودراع بلعباس؟ هو الذي شارك في ثورتي التحرير والتشييد لغاية وفاته في 21 أكتوبر 2011. من مواليد 28 أفريل 1925 بسيدي بلعباس قبل تنقل العائلة إلى وهران و مزاولة دراسته لغاية التحاقه بثانوية " لاموريسيير" باستور حاليا، و تحصل على بكالوريا في الفلسفة سنة 1945 والتنقل نحو الجزائر العاصمة لدراسة الطب، لكن تفشي العنصرية الكولونيالية اثنته عن متابعة الدراسة وفضل المغادرة نحو فرنسا لاستكمال دراساته في الطب بمدينة " بوتي" سنة 1947، بفضل مساعدة جمعية خيرية من تلمسان و منحة و مساعدة شقيقه.

 بالتزامن مع دراسته انضم لفريق كرة القدم التابع لجمعية طلبة الطب و الصيدلة لمدرسة بواتيي وفاز ببطولة الأكاديمية لموسم 1951- 1952 رفقة أعضاء الجمعية من بينهم بركات وبن حبيلس وودان و بلعوان وزملاء فرنسيين.

وفي سنة 1956 عشية مناقشة اطروحته في الطب بالمركز الاستشفائي بفرنسا، فضل الاستجابة للواجب الوطني والالتحاق بالثورة وانضم للثورة في القاعدة الشرقية تحت إشراف الدكتور نقاش محمد الصغير وقادة الثورة من أمثال كريم بلقاسم.

كان من بين الأطباء الذين عالجوا جرحى مجزرة ساقية سيدي يوسف بتونس وحتى الجنود الفرنسيين الذين أسرهم جيش التحرير الوطني وكانت عملية أسرهم من أسباب قنبلة ساقية سيدي يوسف.

واصل عمله بتونس لغاية إعلان وقف إطلاق النار في 19مارس 1962 وتلقى اوامر الالتحاق بمدينة وهران لتنظيم مصالح الصحة و فتح مصحة خاصة بشارع تومبكتو بحي المدينة الجديدة لمعالجة جرحى همجية المنظمة العسكرية السرية " أواس" لتفادي قتلهم في المستشفيات الفرنسية من طرف ارهابيي " لواس".

وكان الدكتور بودراع مع أطباء آخرين مثل بلاسكة محمد و نبية بشير وبن سفير وممرضات كن يسرقن الأدوية من مستشفى وهران. قام الفريق الطبي بعمل جبار لمعالجة الجرحى في الأيام الأخيرة من الثورة وحتى في أحداث 5جويلية 1962 التي أصيب فيها المئات من الجزائريين أثناء الاحتفالات بالاستقلال.

بعد إعلان الاستقلال كان الدكتور بودراع أول طبيب جزائري يدخل باب مستشفى وهران ويباشر عمله كرئيس مصلحة قبل دعوته لتبوأ منصب أول رئيس بلدية وهران من 1963 لغاية 1965 لكنه استقال تعبيرا عن موقفه الرافض للانقلاب العسكري ضد أحمد بن بلة.

باشر بعدها مهامه كأول رئيس للمجلس الشعبي الولائي لوهران، وكان من بين مؤسسي كلية الطب بوهران. رفض الترشح لمقعد برلماني سنة 1977 وفي سنة 1984 تم انتخابه رئيسا للمجلس العلمي لغاية تقاعده سنة 1994.