اقترح مبعوث الكرملين أن تبني روسيا والولايات المتحدة "نفق بوتين-ترامب" للسكك الحديدية تحت مضيق بيرينغ (يفصل بين قارتي آسيا وأمريكا الشمالية) لربط البلدين، وفتح آفاق التعاون في استكشاف الموارد الطبيعية، حسب ما كشفت وكالة "رويترز".
المقترح الذي قدّمه كيريل ديمترييف، مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين للاستثمار ورئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، يتصوّر مشروعا تبلغ تكلفته 8 مليارات دولار، بتمويل من موسكو و"شركاء دوليين"، لإنشاء رابط سكك حديدية وشحن بطول 112 كم خلال أقل من ثماني سنوات.
ديمترييف، الذي يقود حملة دبلوماسية روسية تهدف إلى إحياء العلاقات الأمريكية - الروسية، طرح الفكرة مساء الخميس الماضي بعد مكالمة هاتفية بين بوتين وترامب، اتفقا خلالها على الاجتماع في بودابست للبحث عن سبيل لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وعند سؤاله عن الفكرة يوم أمس الجمعة، خلال لقاء في واشنطن مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وصف ترامب المقترح بأنه "مثير للاهتمام"، وسأل زيلينسكي عن رأيه، فأجابه الأخير: "لست سعيدا بهذه الفكرة"، مما أثار ضحك الحاضرين.
ويبلغ عرض مضيق بيرينغ 82 كم في أضيق نقاطه، ويفصل بين منطقة تشوكوتكا الروسية النائية وألاسكا الأمريكية.
وقد طُرحت أفكار لربط الجانبين منذ أكثر من 150 عاماً. وتقع في وسط المضيق جزيرتا ديوميد، إحداهما روسية والأخرى أمريكية، ولا تبعدان سوى 4 كلم عن بعضهما.
واقترح ديمترييف، الذي تربطه علاقة عمل بالمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، أن تنضم شركات الطاقة الأمريكية الكبرى إلى المشاريع الروسية في القطب الشمالي، كما اقترح أن تنفّذ النفق شركة "ذا بورينغ كومباني" المملوكة للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، الحليف السابق لترامب.
ورغم أن النفق نفسه سيكون مكلفاً، إلا أن تطوير البنية التحتية على جانبي المضيق سيحتاج إلى مبالغ ضخمة إضافية، إذ إن شبكات الطرق والسكك الحديدية في تشوكوتكا محدودة للغاية.
وأضاف ديمترييف أن خطة لإنشاء "جسر كينيدي-خروتشوف للسلام العالمي" عبر المضيق كانت قد طُرحت أثناء الحرب الباردة، ونشر رسماً تخطيطياً من تلك الحقبة لمسار محتمل للجسر، إلى جانب مخطط يوضح مسار النفق المقترح حالياً.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال