العالم

إيران تقطع الطريق أمام الرقابة النووية الدولية

البرلمان الإيراني يقرّ تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب موقفها المخزي.

  • 3359
  • 1:53 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أقرّ البرلمان الإيراني، أمس الأربعاء، مشروع قانون لتجميد التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعليق دخول مفتشيها، إلى حين تقديم ضمانات أمنية شاملة بشأن منشآت إيران النووية.

وصوّت لصالح المشروع 221 نائبا من أصل 290، دون تسجيل أي معارضة، في حين امتنع نائب واحد فقط عن التصويت، بحسب التلفزيون الرسمي الإيراني.

ويُنتظر أن يحال مشروع القانون للمصادقة النهائية من قبل مجلس صيانة الدستور، والمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ليصبح ساريا بشكل رسمي، وسط إشارات إلى أن إيران تستعد لمرحلة نووية جديدة عنوانها "التخصيب في ظل القصف، والرقابة بشروط".

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة إيرنا عن عضو هيئة رئاسة البرلمان علي رضا سليمي، أن "مشروع القانون ينص على منع دخول مفتشي الوكالة إلى إيران ما لم تُقدَّم ضمانات حقيقية لأمن المنشآت"، مضيفا أن المجلس الأعلى للأمن القومي سيكون الجهة الوحيدة المخوّلة بالموافقة على أي استئناف محتمل للتعاون.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة التشريعية تمثل تحوّلا لافتا في السياسة النووية الإيرانية، وردا رسميا على الهجمات التي تعرضت لها منشآتها من قبل واشنطن والكيان الصهيوني خلال الحرب التي استمرت 12 يوما.

ومن جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليبا، إن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي رفضت إصدار حتى إدانة شكلية للهجمات على منشآتنا، باعت مصداقيتها الدولية بأبخس الأثمان"، مؤكدا أن البرنامج النووي السلمي الإيراني سيتقدم بوتيرة أسرع بعد تعليق التعاون.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي لموقع الجزيرة، إن "مشروع القانون يمثل إرادتنا السياسية، وردا على الهجمات غير القانونية"، مضيفا أن البرلمان من حقه أن يشكك في حياد الوكالة، وأن إيران كانت تتوقع من المدير العام للوكالة رافاييل غروسي، موقفا واضحا يدين الاعتداءات على منشآتها النووية.

وشدد بقائي على ضرورة "حماية وتأمين منشآت إيران النووية وعلمائها، في ظل تكرار الاعتداءات وعمليات الاغتيال"، معتبرا أن "الوكالة هي المطالبة الآن ببناء الثقة تجاه طهران، لا العكس".

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد حذّر في وقت سابق من أن المجتمع الدولي  لا يمكنه أن يقبل انقطاع التفتيش في المواقع النووية الإيرانية، مشيرا إلى أن آلية الرقابة معطلة حاليا، وقال إن إيران تحتفظ بالمعرفة والقدرة النووية، "وهو أمر لا يمكن إنكاره" بحسب وصفه.

من ناحية أخرى، صرح الكرملين الروسي بأن "سمعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تضررت بشدة بسبب الضربات الأميركية والصهيونية".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أنه "من المبكر تقييم الأضرار بدقة"، ردا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي قال فيها إن "الهجمات دمرت البنية النووية الإيرانية بالكامل".