العالم

استمرار الاحتجاجات في قابس التونسية

تطالب بالحد من انبعاثات لمركب الكيمياوي

  • 1542
  • 2:16 دقيقة

يتصاعد التوتر في منطقة قابس جنوب تونس، على خلفية احتجاجات شعبية للمطالبة بتفكيك المركب الكيمياوي الذي يتسبب في تلوث واختناقات، وسط دعوات لتجنب الصدامات بين المحتجين وقوات الأمن، فيما بدأت الحكومة خطوات لمعالجة المطالب المرتبطة بالبيئة وتحسين ظروف المعيشة وخفض الأمراض الناتجة عن التلوث والاختناقات بسبب الانبعاثات من المصانع الثلاثة للمركب.

وأعلن الاتحاد العام الجهوي للشغل في قابس، عن إضراب عام يوم الثلاثاء المقبل، للمطالبة بالاستجابة لمطالب السكان، وأعلن الاتحاد أنه يستمر في متابعة الوضع لاتخاذ قرارات أخرى، فيما أكدت تنسيقية المحتجين، وتضم عقلاء الجهة وممثلين عن المجتمع المدني، أنها توجه المحتجين إلى تفادي أيّ مواجهات أو احتكاك بين المواطنين والوحدات الأمنية وضمان عودة الهدوء إلى المدينة.

وجاءت هذه التطورات بعد المسيرة الحاشدة التي نظمها السكان والأهالي، أمام مقر المجمع الكيميائي للمطالبة بوقف التسرّبات الغازية المتكرّرة من وحدات الإنتاج التابعة للمجمع، وحمايتهم من التلوّث والانبعاثات الغازية الصّادرة عن المجمع الكيميائي، ومن حالات الاختناق بهذه الغازات داعين لإيجاد حلول جذرية للتلوّث. وبدأت الاحتجاجات الثلاثاء الماضي في أعقاب إصابة عدد من تلاميذ المدارس القريبة باختناق وضيق في التنفس نتيجة الانبعاثات.

ويضم المركب الكيمياوي، الذي بدأ تشغيله عام 1972، ثلاثة مصانع لغسل الفوسفات وإنتاج حمض الفوسفوريك وفوسفات ثنائي الأمونيوم ونترات الأمونيوم والأسمدة اللازمة للقطاع الزراعي، لكن وجوده بالقرب من الساحل والبحر أدى إلى خلق مشكلات بيئية، ومع ضعف الصيانة والمشكلات المالية، بدأت انبعاثاته تؤثر على صحة سكان المدينة التي تشهد ارتفاعا في نسبة الاصابات بالسرطان وأمراض التنفس.  

وفي نفس السياق، طالب المجلس الجهوي لعمادة الأطباء بقابس بضرورة "التدخّل العاجل من أجل الحدّ من مصادر التلوّث وتقييم الأضرار الصحية والبيئية ووضع خطة واضحة لحماية الجهة من الأخطار المتزايدة، وعبر عن القلق "من حالات الاختناق والصعوبات التنفسية المتكرّرة في صفوف المواطنين جراء الانبعاثات المتصاعدة من المجمع الكيميائي التونسي ومحيطه الصناعي، والتي تجاوزت إمكانيات أكبر المؤسسات الصحية بقابس، بما يستوجب حلولا لضمان الحق في العيش في وسط بيئي وصحي سليم".

وبدأت الحكومة في مناقشة خطوات تمهيدية للنظر في حل ومعالجة المطالب، ووقف التلوث، حيث تتوجه الحكومة التونسية نحو طلب مساعدة صينية في الملف، حيث كلف الرئيس قيّس سعيّد وزير التّجهيز والإسكان صلاح الزواري، استقبال سفير الصّين، والتباحث معه بخصوص مسألة تأهيل وحدات إنتاج المجمّع الكيميائي بشاطئ السّلام بقابس ومعالجة الانبعاثات والتّسرّبات الغازيّة منه والقضاء على أسبابها ووضع حدّ للتّلوث البيئي بالجهة.

وسارع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى مناقشة التطورات ذات الصلة بالوضع البيئي في قابس، مع المسؤولين في الحكومة والبرلمان، حيث اجتمع مع رئيس مجلس النواب إبراهيم بودربالة ورئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم عماد الدربالي، وأكد أن "معالجة المسـألة لا يمكن أن تتمّ وفق مقاربات تقليدية، وأنّ العمل جارِ بهدف إيجاد حلول عاجلة آنيّة للتلوّث إلى حين وضع استراتيجيّة شاملة لا في قابس فحسب، بل في كلّ مناطق الجمهوريّة، وحث الأهالي على تجنب الصدام مع قوات الأمن، وأن " يكونوا صفّا واحدا في مواجهة من يُريدون استغلال الأوضاع البيئية الكارثية لأغراضهم الخاصّة وهي أغراض لم تعد تخفى على أحد".