العالم

نووي إيران في الواجهة مجددا

اتفاق إيراني - روسي لبناء محطات نووية جديدة جنوبي البلاد.

  • 963
  • 2:39 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية، اليوم الجمعة، عن توقيع اتفاق بين شركات إيرانية وروسية لإنشاء أربع وحدات نووية في جنوب البلاد، بقيمة تقريبية تبلغ 25 مليار دولار، ضمن مشروع لتوسيع البنية النووية الإيرانية استجابة للاحتياجات المتزايدة للطاقة.

ومن جهتها، أعلنت موسكو، أمس الخميس، أنها وقّعت مذكرة تفاهم مع الجانب الإيراني، يوم الأربعاء، بشأن إنشاء محطات نووية صغيرة داخل إيران، من دون أن تكشف عن العدد المحدد لهذه المحطات.

هذا الإعلان يأتي في سياق متوتر للغاية، إذ يتزامن مع تصعيد عسكري ودبلوماسي على عدة محاور، ويمس جوهر الانقسام حول مآلات البرنامج النووي الإيراني ودوره في التوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط.

تفاصيل الاتفاق والمشروع النووي

حسب تقرير لوكالة رويترز، ووسائل إعلامية عدة، وقّعت إيران وروسيا مذكرة تفاهم لبناء محطات نووية صغيرة بهدف التوسع في الطاقة النووية السلمية، وفي التصريحات الإيرانية، هناك إشارة إلى أن من هذه المشاريع ستكون أربع وحدات في الجنوب، وبالتحديد بالقرب من منطقة بوشهر، حيث توجد المحطة النووية الوحيدة حاليا في إيران التي شيدتها روسيا.

ويبرز طموح طهران في امتلاك طاقة نووية تصل إلى 20 غيغاواط بحلول عام 2040، لتخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية التي تعاني نقصا في أوقات الذروة.

وبدوره، أعلن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، يوم الإثنين، أن المفاوضات تضمنت بناء محطات "أكبر من بوشهر" بقدرة تصل إلى نحو 1,200 ميغاواط لكل وحدة، أي نحو 5,000 ميغاواط لأربع وحدات إضافية في الجنوب.

وشدد إسلامي على أن "الوحدتين الثانية والثالثة من محطة بوشهر النووية قيد الإنشاء حاليا بواسطة روسيا"، مؤكدا أن "هذا المشروع من أولويات حكومتي إيران وروسيا، وأن توجيهات الرؤساء ساهمت في تسريع وتسهيل تقدم الأعمال، والمفاوضات الثنائية تدعم هذه الجهود بشكل كبير". جدير بالذكر أيضا، أن المحطة الحالية في بوشهر كانت مبنية بتمويل روسي وتقنية روسية، وتُعدّ المحطة النووية الإيرانية الوحيدة التي تعمل الآن (بطاقة نحو 1 غيغاواط تقريبا).

إن الاتفاق الأخير يعد خطوة استراتيجية في تعزيز الشراكة بين طهران وموسكو على ملف الطاقة النووية، رغم الضغوط الأمريكية والأوروبية على إيران بسبب نشاطها النووي.

للتذكير، فقد اندلعت في شهر جوان 2025، مواجهات عسكرية مباشرة بين إيران والكيان الصهيوني على خلفية اتهامات صهيونية لطهران بالتقدم في نشاط نووي قد يشكّل تهديدا لها.

وقد شن الكيان الصهيوني ضربات على أكثر من مائة هدف داخل إيران، تضمنت مراكز نووية ومواقع صواريخ وبنية تحتية عسكرية، ضمن عملية أطلق عليها اسم "Rising Lion" الحرب بين الطرفين التي دامت 12 يوما، والتي تسببت في تسجيل أضرار وخسائر فادحة في كل من إيران والأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، أنهتها الولايات المتحدة الأمريكية بشن ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاث من أهم وأكبر المنشآت النووية الإيرانية وهي فوردو ونطنز، ومركز أصفهان للتكنولوجيا النووية.

واستخدمت الولايات المتحدة أسلحة قوية من طراز "بنكر بستر" (bunker-buster) لضرب المنشآت المدفونة عميقا، بالإضافة إلى صواريخ "توماهوك" التي تم إطلاقها من غواصات.

الروايات الإيرانية تقول إن الأضرار كانت "كبيرة وجدية"، لكن طهران - وأيضا بعض المراقبين من داخل وخارج الولايات المتحدة - يقولون إن المنشآت لم تدمّر تماما ولا تزال بعض القدرات محفوظة.

تقييم داخلي استخدمته بعض الجهات الاستخباراتية الأمريكية قال إن الضربات ربما أرجعت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء شهورا فقط وليس سنوات طويلة.

إيران من جهتها ردّت على العدوان الصهيوأمريكي بإطلاق صواريخ على قاعدة أمريكية في قطر (قاعدة العنود) بعد الضربة، في إطار التوتر المتصاعد، وهي التي فقدت عددا من علمائها النوويين في عمليات اغتيال نفذها الكيان الصهيوني ضمن محاولته إضعاف القدرات النووية الإيرانية.