العالم

هل يريد ترامب التخلص من نتنياهو؟

المستجدات الأخيرة، لم تكن في صالح المطلوب لدى الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة.

  • 7259
  • 1:37 دقيقة
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في حديث مع المطلوب لدى الجنائية الدولية، الصورة: ح.م.
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في حديث مع المطلوب لدى الجنائية الدولية، الصورة: ح.م.

في انتظار ما قد تخفيه لعبة الكواليس، توحي المستجدات الأخيرة في ملف غزة بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يسعى للتخلص من بنيامين نتنياهو، الذي بات ـ بإمعانه في مواصلة إبادة سكان غزة ـ عبئا ثقيلا على رئيس أمريكي بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من الحلفاء في المنطقة، استعدادًا للدخول بقوة في أكبر معاركه... مع الصين.

وإن لم تكن هناك مكيدة تحاك ضد حركة "حماس"، تقوم على إطلاق سراح جميع الأسرى لديها، ثم افتعال ذريعة ما لمواصلة الإبادة، فإن ما أفرزته التطورات في الساعات الأخيرة لا يصب في صالح نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة.

ففي ردها على خطة ترامب، رفعت حركة "حماس" الفيتو في وجه تسليم غزة لأي كيان خارجي خارج الإطار الفلسطيني، كما رفضت بشكل غير مباشر الاستسلام، كما نصت عليه الخطة.

وقد اعتبر كثيرون في بادئ الأمر أن الموقف مجرد رفض غير مباشر، رغم الحنكة التي أظهرتها الحركة بقبولها بعض الشروط، مثل إطلاق سراح الأسرى دفعة واحدة.

لكن رد ترامب، واعتباره ما جاء في بيان "حماس" قبولا ضمنيا بخطته، أخلط الأوراق، وجر خلفه أغلب العواصم العالمية، مثل باريس، التي رحبت هي الأخرى برد المقاومة الفلسطينية، ما شكل صدمة لنتنياهو، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.

الأمر نفسه انطبق على الوسطاء، مصر وقطر، اللذين سارعا إلى الترحيب بما وصفاه بقبول "حماس"، مما زاد من عزلة نتنياهو... على الأقل مبدئيا، ونقول "مبدئيا"، لأن كل شيء ممكن مع ترامب ونتنياهو.

وإن سلّمنا بأن ليس في الأمر "إن"، فإن الظاهر أن ترامب يريد فعليا التخلّص من نتنياهو، الذي أرهقه بمكره، وأكاذيبه، وعجزه الميداني عن القضاء على "حماس"، مقابل فاتورة دموية تزداد ثقلا دوليا، بفعل الإبادة المستمرة التي تمارس بمباركة أمريكية.

ترامب يرى أيضا أن ملف غزة، وبسبب نتنياهو، يستهلك وقته، ويمنح الفرصة لعدوه الأول، الصين، لبسط هيمنتها على الاقتصاد العالمي، بينما هو منشغل بإدارة صعلوك لا يؤتمن.

ومهما يكن، فإن الأيام القادمة ستكون منعطفا حاسما في كشف الحقيقة.