الوطن

"البابا فرانسيس كان يرغب في زيارة الجزائر"

خصّ رئيس أساقفة الكاثوليك بالجزائر "الخبر" بحوار، يوما قبل دخوله مجمع الكرادلة لانتخاب بابا الفاتيكان الجديد.

  • 2312
  • 2:53 دقيقة
الصورة: ح.م
الصورة: ح.م

حاوره: محمد الفاتح عثماني

قبل يوم من الدخول في المجمع المغلق الـ"كونكلاف"، (الحوار أجري أمس) لانتخاب بابا جديد، خلفا للبابا فرانسيس، الذي توفي منذ نحو ثلاثة أسابيع، يتحدث رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر، الكاردينال جون بول فيسكو، من روما، مكان إجراء العملية، في حوار مع "الخبر"، عن مجريات عملية الاستخلاف وشروطها، معبرا عن امتنانه من رسالة التعزية التي تلقتها الكنيسة من الجزائر، كاشفا أن البابا الراحل كان راغبا ومتمنيا أن يزور الجزائر، قبل أن يصاب بالمرض وتتدهور صحته.

 من المرتقب أن تشرعوا في انتخاب بابا جديد، من هم المرشحون لخلافة البابا المتوفى فرانسيس على رأس الكنيسة في الفاتيكان؟

جميع الكرادلة الناخبين، أي الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 سنة، يشاركون في المجمع المغلق الذي يبدأ في 7 ماي. سنكون 133 كاردينالا، ولا أحد منا يترشح كـ"مرشح" للبابوية، رغم أن كلا منا يمكن انتخابه.

 ولكن بطبيعة الحال، عدد قليل فقط هو المؤهل فعليًا لتولي المكانة، وهؤلاء هم من تطلق عليهم الصحافة لقب "بابابيلي" (أي من لهم القابلية للبابوية). وهم الكرادلة المعروفون من قِبل زملائهم، الذين يمتلكون الخبرة اللازمة، ويتمتعون بصفات إنسانية وفكرية وروحية بارزة.

 وأشير هنا إلى أن اللقاءات اليومية بين الكرادلة منذ وفاة البابا فرانسيس، أتاحت لنا الفرصة لأن نتعرف على بعضنا البعض، وأن نكوّن فكرة ونشكل وعيا حول من يمكننا التصويت له. وهذا لا يعني وجود حملة انتخابية لاختيار البابا.

 هل أنت عضو في المجمّع الذي سيختار البابا الجديد؟

نعم، أنا عضو في المجمع المغلق، وسأشارك في هذا الانتخاب، غدا، وهو عمل ديني له طقوس دقيقة ومنظمة للغاية ومشفرة خلال فترة التجمع في المجمع، بحيث سنكون معزولين داخل الفاتيكان، وتُجرى عمليات التصويت (أربع مرات في اليوم) داخل كنيسة "سيكستين" على مستوى كاتدرائية القديس بطرس في روما.

 وتكون عمليات التصويت بشكل تقليدي مألوف، دونما اعتماد التصويت الإلكتروني، وعندها يقف كل كاردينال ليدلي بصوته وهو يتلو القسم، وبعد العملية نتعرف على البابا الجديد الذي يختار اسمًا له، ومنذ تلك اللحظة، لم تعد حياته ملكا له!

 البابا الراحل اتخذ موقفا واضحًا في إدانة ورفض الإبادة الصهيونية في غزة بفلسطين، هل تتوقع أن يتبنى البابا الجديد نفس المواقف، أو ربما مواقف أكثر جرأة؟

نعم، كان البابا فرانسيس يتصل تقريبا يوميا بالكاهن المسؤول عن الرعية الكاثوليكية في غزة، ولقد اتخذ مواقف قوية بقدر ما تسمح به مكانته.

 ومن بين الكرادلة الحاضرين اليوم في المجمع، هناك بطريرك القدس الكاثوليكي، وهو في قلب هذا الصراع الذي يوحّد المسيحيين والمسلمين في المعاناة، وهم جميعا ضحايا للظلم والعنف الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وكذلك بسبب أنشطة الاستيطان التي تتزايد وتتسع في الضفة الغربية، بينما أنظار العالم متجهة إلى غزة.

 هل لديكم رغبة، أو هل تم ترشيحكم لهذا المنصب؟

بصفتي كاردينالا، فأنا ناخب ومؤهل للانتخاب، ولكن، والحمد لله، لست من بين من يُطلق عليهم لقب "بابابيلي"، ولا أواجه فعليا احتمال عدم العودة إلى الجزائر بعد انتهاء المجمع، وأنا أتشوّق للعودة، خاصة أنه من الأعراف أن الذي يُنتخب بابا لا يعود إلى بلده، فالبابا فرانسيس لم يعد أبدا إلى الأرجنتين بعد يوم انتخابه قبل نحو عشر سنوات.

 الجزائر قدمت تعازي خاصة للكنيسة الكاثوليكية بمناسبة وفاة البابا، كيف تلقيتم ذلك؟

لقد تأثّرت كثيرا بعدد رسائل التعزية التي تلقيتها من الأصدقاء في الجزائر ومن السلطات الجزائرية، فذلك علامة جميلة على الأخوّة.

 وبودي الإشارة هنا إلى أنه، في شهر نوفمبر الماضي، أسرّ إليّ البابا فرانسيس برغبته في زيارة الجزائر، لكن صحته ووفاته لم تسمحا بذلك، وآمل أن يحقق البابا الذي سننتخبه هذه الأمنية التي حملها البابا فرانسيس، فهذا الأخير كان رجلا يحب الناس وكان محبوبا منهم، ولقد تجاوز حبه وأعماله، وسمعته حدود الكنيسة بكثير.