جامعة وهران 2: استنفار بسبب امتحان اللغة الإنجليزية

أعلنت إدارة كلية اللغات الأجنبية جامعة وهران 2 محمد بن أحمد، اليوم الأربعاء، إلغاء امتحان اللغة الإنجليزية الذي أثار جدلا كبيرا في الوسط الجامعي وامتد حتى إلى مواقع التواصل الاجتماعي بسبب احتوائه على سؤال اعتبر مسيئا لقيم المجتمع الجزائري.

وأصدرت إدارة الكلية، بيانا، توضيحيا أكدت فيه أن أستاذة اللغة الإنجليزية بالكلية قامت بتقديم موضوع امتحان في مقياس منهجية البحث يتضمن سؤالا حول كيفية اختيار مواضيع أطروحة أو بحث أكاديمي. ولقد "ورد ضمن اقتراحات السؤال المتعدد الاختيارات موضوع المثليين". وأشارت إلى أن هذا السؤال كان مدرجا ضمن أسئلة الامتحان النهائي ولا يمكن للإدارة الاطلاع عليه قبل توزيعه رسميا على الطلبة، وفقا للإجراءات المعمول بها.

وأضاف ذات البيان: "نظرا لحساسية الموضوع وعدم ملاءمته للسياق الدستوري والأكاديمي للمجتمع الجزائري ناهيك عن القيم الأخلاقية والاجتماعية، والثقافية لمجتمعنا فإننا نؤكد أن هذا التصرف فردي ومعزول ولا يعكس تماما التوجه العام لإدارة الكلية في احترام قيمنا وأخلاقنا والتزاماتنا بالضوابط البيداغوجية المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي".

وأكدت إدارة الكلية أنها "تتبرأ من هذا التصرف" وتعلم أنها قد "باشرت باتخاذ التدابير الإدارية والتربوية اللازمة بخصوص هذه الواقعة، بما في ذلك تقديم توجيهات صارمة للسادة الأساتذة لضمان احترام المرجعيات البيداغوجية المعتمدة، وتفادي إدراج مواضيع حساسة وغير ملائمة في الامتحانات أو الأنشطة التعليمية"، كما تم "رفع تقرير مفصل إلى الجهات الوصية للنظر في الإجراءات التأديبية المناسبة".

من جهتها، تقدمت الأستاذة المعنية –خلال نفس البيان-  بتوضيح واعتذار جاء فيه: "قمت بعرض عدد من الأمثلة على مواضيع يفضل تجنبها في مرحلة اختيار الموضوع وذلك لتفادي الصعوبات المنهجية أو التفسيرات المغلوطة التي قد تواجه الطالب لاحقا. وأود أن أوضح أنه لم تكن لدي أي نية أو خلفية أخرى من أي نوع وراء طرح ذلك السؤال، سوى تقديم الدعم الأكاديمي للطلبة وتوجيههم لاختيار مواضيع مناسبة وآمنة بحثيا بعيدا عن التعقيد أو سوء الفهم المحتمل".

وأضافت الأستاذة: "إذا قد صدر مني ما أسيئ فهمه أو تسبب في أي لبس، فإني أتقدم بخالص الاعتذار مع التأكيد على حرصي الشديد على احترام الجميع وتوفير بيئة أكاديمية بناءة ومحفزة وعدم تكرار هذا الخطأ مستقبلا".

من جهته، أصدر مكتب وهران التابع لنقابة الصوت الوطني للطلبة الجزائريين بيانا عبر فيه عن أسفه الشديد لما وصفه بـ "التجاوز الذي لا يمد بأي صلة بتاريخ ومبادئ الجامعة الجزائرية"، مطالبا وزير التعليم العالي والبحث العلمي بـ "التدخل العاجل ومعاقبة كل من تورط في هذا الأمر وضمان عدم تكرر الفضيحة التي هزت الرأي العام وشوهت صورة الجامعة الجزائرية".

وكان الامتحان المذكور قد انتشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون بمحاسبة المتسببين في صياغة الأسئلة.