تعود الذكرى مرة أخرى لتفتح صفحات الألم في كتاب الأمل، ذكرى الدم السافك بغزارة في وادي الحرية والاستقلال. في ذاك اليوم الأحمر الذي سكتت فيه فوهات البنادق في أوروبا ليجلجل الرصاص جبالا ذنبها أنها تصدح باسم الحرية والسلم، شعب أعزل خرج يطالب سفاحه بالوفاء بوعوده دون أن يدرك أنه ليس للسفاح وعودا ولا مبادئ ولا التزاما، فجاء الرد الصاعق بارتكاب أكبر مجزرة عرفها التاريخ الحديث، آلاف الأرواح البريئة زهقت في ساعات الليل والنهار في خراطة، قالمة وسطيف. شهادات حيّة للناجين من المجازر ظلت راسخة في ذاكراتهم لعشرات السنين وأبت الأيام أن تمحيها ليس لسبب إلا لأنها نكراء ومخجلة في تاريخ تلك الأمة التي شهدت ميلاد حضارة حقوق الإنسان وروجت زورا وبهتانا لشعارات الإنسانية والأخوة والعدالة. خراطة تأبى نسيان تلك المجازر التي لا تنسى والأجيال تتداولها عبر حقبات التاريخ وتصرّ على الاعتذار ليكون أدنى تعويض.
تتجدد مواعيد حوادث 8 ماي 1945 ويستحضر الجزائريون خلالها فظاعة الجرائم الاستعمارية التي ارتكبت باسم الدولة الفرنسية التي تأبى الذاكرة الجماعية أن تمحوها في أذهان من عايشوها وتحملوا ويلاتها إلى درجة أن عددا من الباحثين الشباب في التاريخ يصفون مجازر فرنسا في خراطة ببجاية كانت أفظع من تلك التي ارتكبها هولاكو في بغداد قبل قرون من الزمن.
جرائم لاإنسانية لطخت صفحات الحضارة الأوروبية
رؤساء المكاتب الإدارية والاجتماعية تحولوا إلى صيادين للبشر في لحظة تجرّدوا خلالها من إنسانيتهم المزيّفة ليترقوا إلى وحوش آدمية جعلت من الدم الجزائري المستباح الهواء الذي يستنشقونه لتستمر حياتهم البائسة، أمام سكوت الساسة الفرنسيين الذين لا يزالون يرفضون فكرة أن أسلافهم هم الموقعون لمثل هذه الجرائم التي تبقى وصمة عار في تاريخهم.
وبمدينة خراطة التي تحتضن الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى الفظيعة، لا تزال وحشيتها راسخة في أذهان من تحمّل آلامها ويرفضون النسيان، رغم مرور قرابة قرن على حدوثها، أسماء كثيرة لرجال ونساء من أبناء خراطة الذين يؤكدون أن أحداث 8 ماي 1945 مرت وكأنها مجرد ومضة قاسية لكنهم لا يزالون يحتفظون بأدق التفاصيل حول بدايتها وتصاعدها وكأنها بالفعل وقعت بالأمس فقط، شهادات مثيرة يصعب على السامع أن يصدق حقيقتها، رغم أن المحتفظين بها يقولون إنهم مهما دققوا فيها فلن يصفوا المأساة في حقيقتها.
"عمي سعيد" يتحدث عن المجازر وكأنها وقعت بالأمس فقط
يقول عمي سعيد عليك، أحد من عايش الأحداث بكل تفاصيلها بخراطة وعمره لم يكن يتجاوز 13 سنة، إن ما حدث آنذاك قصة رعب، حيث البداية الحقيقية للأحداث –حسبه- كانت يوم 7 ماي 1945 لما اتفق عدد كبير من الشباب على استغلال نزول القرويين إلى السوق الأسبوعية بوسط المدينة لدفعهم إلى التظاهر ومطالبة فرنسا بالوفاء بوعدها وفي اليوم الموالي 8 ماي 1945 ضرب أغلب الناشطين موعد اللقاء على الساعة السادسة صباحا وكانت أخبار التظاهر قد بلغت أذان القياد الذين سارعوا إلى ابلاغ الدرك الفرنسي وبمجرد اندلاع الشرارة الأولى بالسوق الأسبوعية وبداية الكر والفر، يقول عمي السعيد "رفعنا العلم الجزائري وهتفنا بجزائر حرة مستقلة وبحياة الحلفاء، طمعا في الاستقلال، ولم تشارك في المسيرة سوى امرأة واحدة تدعى بولغزوة محجوبة، كانت تطلق الزغاريد" ويضيف محدثنا وعيناه تغمرهما الدموع، "سرعان ما انقلب الوضع، حيث خرج أحد المشاركين في المسيرة المدعو شيباني الخير عن الصف إلى الرصيف، ليطلق عليه قابض بريد خراطة آنذاك النار (فرنسي) ليلفظ أنفاسه في عين المكان، ليكون أول شهيد للمجازر في خراطة.. الأمر الذي أثار غضب المتظاهرين الذين قاموا بإضرام النار بواسطة البنزين في مركز البريد، نجا إثرها الفاعل، لكن الأوضاع لم تكن لتتوقف عند هذا الحد، حيث تدخلت قوات اللفيف الأجنبي لتبدأ في إطلاق الرصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين من أجل ترهيبهم وتفريقهم ولأن الشعب الجزائري الأعزل واجه الرصاص بصدر عار تمكن الفرنسيون من إزهاق أرواح أكثر من 20 جزائريا في الساعة الأولى من بداية الأحداث، فيما تمكن المتظاهرون من قتل سبعة فرنسيين حاولوا الاحتماء بإحدى الزوايا بعد أن فرّ الجميع وتركوهم وحدهم".
وأمام انفلات الوضع، يقول المتحدث الذي يقع منزل عائلته في وسط خراطة، "هربت رفقة إخوتي إلى المنزل، لكن ذات القوات لاحقتنا مع مترجم فرنسي معتمد من طرف القضاء يدعى جورج فادلان، قامت والدتي بإخفائي وراء صخرة صغيرة عند مدخل البيت، فيما كان والدي طريح الفراش، دخل أفراد القوات بعنف، فيما وقف والدي بصعوبة (عليك موسى) فأطلقوا عليه وابلا من الرصاص ليسقط شهيدا، أخي علي لم ينتبهوا له بأنه حي، ليأتي دور والدتي (عكاش محجوبة) وأختي الصغرى التي كانت تحملها على ظهرها وعمرها لا يتجاوز 4 أشهر، ثم شقيقي سليمان 17 سنة وأختي الأصغر 3 سنوات ولم يغادروا المكان حتى أمر أحدهم بالمغادرة بالقول إنهم ماتوا جميعا".
الغضب الساطع... إبادة عائلة مجند كان يحتفل بباريس
محدّثنا الذي أبيد كل أفراد عائلته على مرأى عينيه ولم تكن له القوة للنظر في جثثهم، قرر الهرب رفقة شقيقه الذي نجا من المجزرة بأعجوبة، والسكان الذين كانوا يركضون في كل الاتجاهات، يقول "لنحتمي في الجبال". ويضيف "أنا وأخي والمجاهدة صلاح فاطمة، في اليوم الموالي أرسلت إلينا الإدارة الفرنسية القياد بدعوى أن فرنسا عفت عنا، وكأننا ارتكبنا جرائم، لنتفاجأ بجنود عند مداخل القرى يقومون بحشرنا في شاحنات عسكرية تحت الحراسة للزج بنا في ملعب خراطة الذي كان يضم على الأقل 4 آلاف شخص من شتى الأعمار ومن كل الدواوير المتاخمة، جرمونة، قلعون، بني مرعي ووسط خراطة، كان شبيها بيوم الحشر، يضعون النساء والأطفال تحت الجسر ويكبلون أغلبية الرجال والشبان بسلاسل من حديد ليصفّوهم على حافة جسر شعبة الآخرة الذي وجدناه مليئا بالجثث، يلقون بـ4 إلى 5 شاحنات مملوءة بالبشر إلى أسفله دفعة واحدة أو بالدفع بأوامر ضابط من قوات اللفيف الأجنبي".
ويصف المشهد الرهيب شخص يدعى بخوش الذي كان من بين المصطفين على حافة الجسر "جاء دوري، ليتم إلقائي إلى أسفل النهر، لكن الضابط رفض إعطاء الأمر، فقرروا حبسي لصغر سني ولبنيتي الضعيفة، حيث لم أكن أتجاوز 16 سنة، ليقول لي فيما بعد أنه أنقذ حياتي قبل أن يأتيني برغيف خبز جاف ابتلعته في لحظات من شدة جوعي وهولي، ولم تكن الآلة الاستعمارية ترحم أحدا، فقد كانت عائلة محند أعراب حنوز، المساعد الطبي، المنحدر من بني يعلى، إحدى العائلات التي تمت إبادتها، حيث كان الأخير رفقة أبنائه الثلاثة: حنفي، الطيب وعبد المجيد، أول الذين تم إلقاؤهم في شعبة الآخرة، بينما كان ابنه لوناس ضمن صفوف الجيش الفرنسي يحتفل في باريس بنصر الحلفاء"، ويعد الشهيد بخوش الذي وفته بعد أيام قليلة من تقديم شهاداته حول المجازر، حيث يعدّ من الناجين القلائل من مجزرة جسر حينوز بخراطة..
"الطائرات فوق رؤوسنا والجيش الفرنسي يطاردنا بالرشاشات"
قالت المجاهدة صلاح فطيمة أرملة عمور المنحدرة من قرية جرمونة بلدية خراطة، بأنه ورغم سنها الذي لم يكن يتجاوز آنذاك 15 سنة، إن وسط الهول وبشاعة الجريمة المرتكبة ضد الإنسانية واصل المستعمر الفرنسي جرائمه في الدواوير والأرياف، فصوت الطائرات الصفراء لم ينقطع بتاتا، وإذا أتيحت لك الفرصة ونظرت إلى السماء، فلا ترى سوى الطائرات، وإذا تأخرت من الهروب نحو الأمام، فإنه يلتحق بك الجيش الفرنسي الذي يستعمل رشاشاته في كل الاتجاهات دون أي رحمة وشفقة.
وأضافت المجاهدة فطيمة أن والدتها خرجت للبحث عن ابنها الذي هرب من المنزل خوفا من أصوات الطائرات، لكن الوالدة وعلى بعد أمتار من المنزل سقطت أرضا، حيث أطلق عليها أحد أفراد الجيش الفرنسي وابلا من الرصاص ولفظت أنفاسها في عين المكان وبقيت جثتها هامدة لمدة تتعدى عدة أيام، قبل أن يتم دفنها.
وحكت المجاهدة أنه لم يجد الجنود الذين كانوا يحاصروننا بزي مدني وآخر رسمي وبالطائرات سوى أمرنا بالهتاف لحياة فرنسا والتصفيق وتكرار عبارة فليسقط مصالي الحاج وفرحات عباس، ولم يخلُ سبيلنا سوى بعد غروب الشمس، وبقيت القوات تواصل مجازرها على نفس النحو لمدة 10 أيام متتالية، لتلقي بالخرسانة والإسمنت على الجثث التي انتشرت رائحتها في كل مكان استعدادا لرمي شاحنات أخرى، ولم تتوقف الجرائم عند هذا الحد، بل عملت ذات القوات على زرع الرعب في كل مكان، حرق المنازل، سلب الأغنام وحليّ النساء، بل حتى الأغطية، وكل ما له ثمن، مجاعة، أمراض، نفترش الأرض وتغطينا السماء، ولم يكن نصيبنا من الشعير سوى 3 كلغ في الشهر، حتى طريحي الفراش في مستشفى خراطة لم يسلموا من بطش الجنود الذين أبادوهم تقول المجاهدة صلاح فطيمة التي مازالت تتذكر كل ما جرى من مجازر رغم تجاوز عمرها 88 سنة.. سنأكل أنعامكم ونقتلكم في ميدان الشرف احتفالا بنصرنا، "هكذا كان يقول لنا الجنود".
وقد كان لتلك الأحداث أثرها البالغ فيما بعد في التحاق عدد من المجاهدين بثورة التحرير المظفرة الذين صدمتهم للأبد المشاهد الوحشية والقمع الذي سلط على السكان الأبرياء الذين كان ذنبهم الوحيد يومها هو التعبير عن تعطشهم للحرية.
ميليشيات "صيادي الخنازير" تلهو بصيد رؤوس الجزائريين وكأنهم أرانب
لم تعد مجازر ماي 1945 مجرد مظاهرة سلمية لشعب "أعزل"، بل هي جريمة إنسانية مكتملة الفصول، سرعان ما تحولت إلى عملية انتقامية، امتدت على مدار قرابة الخمسة أشهر، وارتدى لأجلها عناصر الميليشيات لباس "صيادي الخنازير"، وقد حفظ هؤلاء كافة أساليب التعذيب العالمية، وابتكروا فيها بعد دخان مغارات جبال "الونشريس" في القرن التاسع عشر، حرق الجثث في "أفران الجير"، فعايش بسببها الشعب كل أنواع الإبادة من قتل وجر بشاحنات "الموت"، والأهم من ذلك ما احتوته الطرقات والحقول من مشاهد مروعة، كانت وحدها رائحة تعفن الجثث تتحدث وتعكس بشاعة المجزرة، والتي حاولت فرنسا طمسها عن الصحافة العالمية ولجان التحقيق بأنها عمدت إلى حرق الجثث في أفران الجير وحتى الأشخاص أحياء ممن رفضوا الامتثال لأوامرها. وكان الغلاة الفرنسيون يستمتعون بقتل الجزائريين الهاربين إلى الجبال وكأنهم أرانب، حيث يقول المجاهد بخوش إنه كلما قتلوا واحدا احتسوا كمية من الخمر تعبيرا عن الفرحة بما حققوه.
قصص تصلح كسيناريوهات لأفلام الرعب والخوف
يجمع العديد من المؤرخين والأدباء والفلاسفة على أنه ممنوع على الساسة الفرنسيين الحديث عن الإنسانية والحضارة والمدنية وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الجوفاء، لأنهم حوّلوا الجزائر إلى محرقة، حيث كان الغلاة الفرنسيون لا يترددون في القذف بجثث جزائرية داخل أفران الجير أمام أعين بعضهم البعض حتى لن يجرؤوا على مطالبتهم بالاستقلال. ومن خلال شهادات من عايش الأحداث هناك قصص رعب حقيقية يخفيها كل واحد تصلح أكثر كسيناريوهات لأفلام الرعب والخوف، فقطع رؤوس الجزائريين كان مباحا وإطلاق الرصاص على الأطفال والعجزة ليس جرما ومطاردة العزل إلى القمم الجبلية تحولت إلى لعبة مسلية، الدماء والدموع اختلطت بالأرض لتصنع بها عجين فولاذ يدك أركان الوجود الاستعماري وهذا الأمر الذي أرعب المعمرين الذين أخذوا السلاح وقتلوا الجزائريين في خراطة وسطيف وقالمة وغيرها من المدن الجزائرية بدم بارد.
ومن بين الحقائق التي يتفق عليها الباحثون والمؤرخون تواصل القتل على مدار شهور ماي، جوان وجويلية، ولم يتوقف حتى شهر سبتمبر، ولجوء الجيش الفرنسي مدعوما بالكولون لاستئجار "شاحنات الموت" لنقل "الأهالي" إلى مختلف البلديات والمداشر والدواوير لجمع المواطنين وإعدامهم سواء بالرمي من أعالي الجسور والكهوف أو بدفن الأحياء والتعذيب الوحشي، ثم القتل والجر بالشاحنات والشنق وبقر بطون النساء الحوامل، وتطبيق المحرقة، على غرار ما حدث في "فرن الجير" الذي كان يملكه أحد المعمرين بقرية هيليوبوليس في ڤالمة استخدم بإيعاز من الجيش الفرنسي لحرق الجزائريين وتفحيمهم.
تعفّن الجثث في الحقول أوقف استمرار الإبادة
تفيد شهادات أبناء خراطة أنه منذ اليوم الثالث من الأحداث والذي يتزامن مع وصول الإمداد العسكري وتوزيع السلاح على المعمرين، تحول الموت إلى بديهية عند الفرنسيين الذين كانوا يهدفون إلى إبادة سكان خراطة وهو ما كان يردده المعمرون في أي مكان ينزل رعبهم "لا تتركوا أثرا لعربي على الأرض اقتلوهم حيث وجدتموهم"، كانت الجثث مترامية في كل مكان والروائح المتعفنة تنبعث إلى مسافات بعيدة، بل أضحت تهدد حتى المجرمين في حياتهم، الأمر الذي دفعهم إلى وقف القتل العشوائي وتغيير طريقة إبادة الجزائريين، حيث انتقل الموت من جبال خراطة لا سيما شعبة الآخرة، حيث كانت الشاحنات تفرغ الجثث التي تم جمعها بمختلف الشوارع والأحياء وتحويل الوادي إلى مفرغة لجثث بشرية.
جسر حينوز... وأرواح المقتولين لا تزال حائمة
سكان خراطة الذين لم يعودوا يهتمون بالخطابات السياسية المطالبة لفرنسا بالإعتذار يصرّون على المطالبة برد الاعتبار لقتلى أحداث 8 ماي وتصنيفهم ضمن شهداء الوطن ويقولون إن التضحيات التي قدموها في سبيل الحرية والوطن لا تقل عن باقي التضحيات الأخرى، حيث ورغم مرور أزيد من سبعين سنة على حدوثها لا تزال آثارها قائمة إلى اليوم وضحاياها يعيشون ويلات الفقر والشقاء نتيجة حرمانهم من أبسط تعويض يخفف عنهم آلامهم وأحزانهم. المحرومون يؤكدون أن أرواح الشهداء لا تزال حائمة في سماء خراطة وأنينهم لا يزال يتردد في مسامع الناس ونسيان كل ما وقع أصبح أمرا مستحيلا.
ملعب ملبو.. شاهد آخر على فظاعة المجازر المتنقلة
22 ماي 1945 تاريخ آخر تأبى الذاكرة الجماعية لمنطقة بجاية أن تمحوه، إنه صفحة أخرى من السجل الإجرامي لفرنسا الاستعمارية، حيث بمجرد أن سيطرت القوات الفرنسية على منطقة خراطة وضواحيها عن طريق القتل الوحشي، انتقلت آلة الرعب إلى مدينة ملبو حيث وبمساعدة الخونة من القياد والمقربين من فرنسا تمكنت قوات الجيش الفرنسي من مطاردة جميع المشاركين والمدعمين للانتفاضة وحشرهم داخل شاحنات القمامة ونقلهم إلى ملعب المدينة، حيث حاصرهم العشرات من الجنود الفرنسيين وطلبوا منهم أداء الصلاة قبل أن يمطروهم بوابل من الرصاص المتهاطل من كل الجهات لتنتهي المجزرة بإعدام أزيد من 2700 شهيد قبل أن تأمر قوات اللفيف الأجنبي مواطنين آخرين بدفنهم في أماكن متفرقة، حيث استغرقت عملية إخراج الجثث من داخل الملعب أزيد من عشرين يوما. وحسب روايات تاريخية بناء على شهادات حية، فإن مجزرة ثانية كانت مبرمجة بشاطئ ملبو، حيث كان الفرنسيون قد خططوا لقتل كل الموقوفين وتم تجنيبها بعد تدخل سلطات عليا من باريس لأسباب مجهولة.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال