عبّر رئيس الحكومة الفرنسية السابق، دومينيك دوفيلبان، عن رفضه الشديد لتواصل الخطاب العدائي تجاه الجزائر من قبل وزير الداخلية برونو ريتايو والذي يتناه أيضا بعض السياسيين الفرنسيين، وقال إنّ هذا الخطاب لا يمت للسياسة الحقيقية بصلة.
وأكد المتحدث في تصريحات أدلى بها على قناة الجمعية الوطنية الفرنسية، أمس الإثنين، على أنّ تمسك هذه الطائفة من السياسيين الفرنسيين بمقاربة "منطق التواصل الدعائي" مع بعض بلدان شمال إفريقيا لم يساهم في تنفيذ أوامر الطرد من الأراضي الفرنسية، بدليل أن إيطاليا التي تتمتع بأفضل العلاقات الممكنة مع الجزائر ومع بقية دول شمال إفريقيا، فإن نسبة تنفيذ أوامر الطرد عندها أعلى.
ولم يجد دوفيلبان بدا من فضح سياسة وزير الداخلية برونو روتايو، وقال إن الإصرار على اتباع منطق "شد الحبل" واللجوء إلى "منطق الاستعراض" في التصريحات الإعلامية المختلفة، هو مجرد منطق تواصل وليس منطق سياسة"، معتبراً أن هذا التوجه "خطير للغاية"، لا سيما إذا تعلق الأمر بمستقبل العلاقات بين بلدين كالجزائر وفرنسا.
ولم يستبعد المسؤول الفرنسي السابق استعمال أنصار اليمين المتطرف وعلى رأسهم برونو روتايو هذه الورقة لتحقيق مصالح انتخابية معينة، قد توصل في نهاية المطاف إلى كرسي قصر الاليزيه في سباق الرئاسيات سنة 2027، بعد أن انتخب على رأس حزب الجمهوريين مؤخرا، داعيا إلى ضرورة أن تعود الممارسة السياسية إلى أرض الواقع، ولاسيما من خلال احترام المبادئ المتعارف عليها وعدم استعمال أوراق معينة على غرار رفع مستوى الأزمة مع الجزائر وإثارة الجدل في ملف الهجرة للحصول على دعم اليمين المتطرف.
-
- الوطن
- 14-05-2025
- 15:07
الجزائر - باريس .. نحو القطيعة
الوضع السائد بين البلدين يؤشر على أن العلاقة مع باريس، تتجه نحو مرحلة القطيعة الفعلية، بعد انفراجة جزئية، أحدثتها تفاهمات بين رئيسي...
وختم المسؤول الفرنسي السابق المطروح اسمه بقوة في سباق رئاسيات 2027، حديثه بنبرة حادة قائلًا "نحن نعيش في عبث كامل، كل سياسي يتسابق لإطلاق أغبى تصريح يلفت الانتباه. أعتقد أنّه يجب أن تعود السياسة إلى أرض الواقع، فليست السياسة فن قول أي شيء". والعمل على تغليب بدلا من ذلك لغة "الحوار والبراغماتية بدل المواجهة والتصعيد" بحكم أنها لن تكون في صالح جميع الأطراف المحكومين بضرورة التعايش فيما بينهم.
ويمثل دومينيك دوفيلبان والوجه الآخر من المسؤولين السياسيين الفرنسيين والتيار الذي يواجه المد اليميني المتطرف ويعمل على التحذير من خطورة انتشار فكره، حيث يعتبر واحداً من أبرز رجال الدولة الفرنسيين الذين اشتهروا بخطابه المتزن ونهجه الدبلوماسي العقلاني في السياسة الخارجية، ورفضه الانجراف وراء السياسات الأحادية، لاسيما الأمريكية. وقد تولّى الرجل منصب وزير الخارجية بين عامي 2002 و2004، ثم شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس جاك شيراك من 2005 إلى 2007.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال