سؤال بات مطروحا بإلحاح كلما ازداد منسوب الإساءة الممنهجة التي توجهها جريدة "العربي الجديد" للجزائر وقيادتها ومؤسساتها، من خلال مقالات يتم تفصيلها في غرف مظلمة، بأقلام مأجورة لا تخفى ارتباطاتها وأجنداتها، خدمة لخطاب مخزني متهالك لم يعد يجد من يروج له داخل المغرب نفسه، فكيف خارجه؟
الغريب، والمستهجن في آن واحد، هو صمت عزمي بشارة، المدير الفعلي للمؤسسة الإعلامية، أمام هذا الانحدار المهني والسياسي الذي تتورط فيه الجريدة. صمت يطرح أكثر من علامة استفهام، هل يقرأ بشارة حقا ما تنشره جريدته عن الجزائر؟ أم أنه يقرأ ويتغاضى، وهو الأدرى بتاريخ من يحرضون ضد الجزائر، ومن يقفون وراء هذا الخط التحريري الذي أصبح نسخة طبق الأصل لخطاب الرباط الرسمي؟
بشارة، الذي ما فتئ يقدم نفسه "مفكرا حرا" و"صوتا للعقلانية" في الفضاء العربي، يدرك قبل غيره أن الإساءة المتكررة للجزائر ليست رأيا ولا تحليلا سياسيا، بل تضليل متعمد، وتحامل سافر يعكس اصطفافا سياسيا لا علاقة له بالمهنية ولا بأخلاقيات المهنة.
والمفارقة أنه، وهو العضو العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، يفترض أن يكون أكثر حساسية تجاه حملات التشويه التي تستهدف الدول المتمسكة بمبادئها وسيادتها ومواقفها التاريخية الداعمة للقضايا العادلة.
إن ما تنشره "العربي الجديد" ليس مجرد زلات قلم، بل حملة ممنهجة تتكرر بوتيرة تثير الريبة، وتكشف عن نية مبيتة في التشويش على السياسة الخارجية الجزائرية، ومحاولة الطعن في خياراتها السيادية، خدمة لدوائر تعرف الجزائر حدودها الوطنية والسيادية معها جيدا.
إن الجزائر ليست دولة يمكن استهدافها بمقالات مرتزقة.. هي بلد له مؤسساته، وتاريخه، ومواقفه الثابتة. وإذا كان عزمي بشارة عاجزا عن وضع حد للانفلات الأخلاقي والمهني لجريدته، فعليه على الأقل أن يشرح للرأي العام العربي ماذا يريد بالضبط من الجزائر، ولماذا هذا الصمت المريب؟
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال