38serv

+ -

 كي يتم إنشاء صورة جديدة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أذهان المسلمين مع مرور الزّمن، قد تكون صورة “محمّد العبقري”، أو تكون صورة “محمّد القائد”، أو تكون صورة “محمّد البطل”، ولكنّها لا ينبغي أن تكون على أيّ حال من الأحوال صورة “محمّد النّبيّ والرّسول”، إذ تُكون جميع حقائق النّبوة بما يحفّ بها ويستلزمها من وحيّ وغيبيات وخوارق قد قُذف بها إلى عالم ما يسمّونه “الأساطير” ذلك لأن ظاهرة الوحيّ والنّبوة تعتبران في رأس المعجزات.وإنّه لا ينبغي أن يتصوّر بطبيعة الحال، أيّ سبب لتكاثر مختلف النّاس والأمم من حول الرّسول وانضوائهم تحت لوائه وانسياقهم في دعوته، إلاّ التأثّر بعبقريته ومقوّمات القيادة في حياته. وإنّ من معجزاته عليه الصّلاة والسّلام المادية، نبع الماء من أصابعه الشّريفة عدّة مرّات في عدّة مواطن، وانشقاق القمر حينما سأله المشركون ذلك، ومعجزة الإسراء والمعراج الّتي نحن بصددها وغيرها... وتكلُل هذه المعجزات بتاج المعجزة المعنوية الّتي تظلّ قائمة ببقاء الله ألاَ وهي القرآن الكريم والّتي جاءت دليلاً لسائر الأمم إلى سعادة العاجلة والآجلة. نعم جاءت ناسخة بشرعها كلّ الشّرائع السّالفة، لا تنفد عجائبها ولا يضلّ مَن اهتدى بهديها، شفاء لكلّ الأدواء وغذاء لكلّ جائع وشرابًا لكلّ ضمآن ولباسًا يقي صاحبه من كلّ بأس ويزيده جمالاً ونورًا.فالإسراء والمعراج معجزة تكرّم بها الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم سيّدنا محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كضيافة حبيب لمحبوبه ومعبود لعبده وذلك تجديدًا لعزيمته وثباته. فهو دليل على أنّ الّذي لاقاه عليه الصّلاة والسّلام من قومه ليس بسبب أنّ الله قد تخلّى عنه أو أنّه قد غضب عليه، وإنّما هي سُنّة الله مع محبّيه ومحبوبيه وهي سنّة الدّعوة الإسلامية في كلّ عصر وزمان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات