برنامج 16 سنة خلق توأمة مع البريطانيين ومثّل الجزائر دوليا

+ -

تعد متوسطة بوقربوعة عبد الحميد ببلدية الخروب في قسنطينة، المؤسسة النموذج لقطاع التربية بالولاية، حيث تمكّن مديرها محمد كحيلي من خلق الاستقرار والتفاعل الاجتماعي داخل المؤسسة التي صارت تحتل المراتب الريادية وتمثل الجزائر في الداخل والخارج. تحدثت “الخبر” مع مدير إكمالية بوقربوعة عبد الحميد، الذي كان له مسار في التعليم وتكوين الأساتذة قبل أن ينصّب مديرا لهذه المؤسسة لمدة 16 سنة، حيث فضّل الحديث عن تلاميذه وعن الدور الذي يقوم به الأساتذة والإدارة في خلق الانسجام ومستوى تعليمي رفيع بدلا عن نفسه، حيث أكد أنه يرفض جعل الأقسام مجرد حجر للتعليم في توقيت معين والخروج منها، كون هذا الأمر لن يعطي للتلميذ تعليما حقيقيا ولن تؤدي فيه المدرسة دورها الحقيقي ولن تؤثر إيجابيا في شخصية التلميذ. مشيرا إلى أنه إلى جانب المحافظة على الجانب البيداغوجي والدراسي تم تدعيم تكوين التلاميذ بالجانب الثقافي والرياضي، حيث احتضنت المؤسسة فعاليات افتتاح واختتام تظاهرة قسنطينة، ومثل كل قسم دولة عربية على مدار السنة بالبحث واللباس، حيث قال السيد كحيلي أن هذا الأمر قرّب التلاميذ من التظاهرة وساهم فيها بعيدا عن الرسميات، كما يتم التحضير حاليا للاحتفال بالذكرى 40 لتأسيس المتوسطة.وأضاف السيد كحيلي أنه يقدم برنامجه منذ 16 سنة على مراحل، استخلصه من سفره المتكرر إلى البلدان الأوروبية، حيث مكنه من توحيد المآزر لدى الجنسين تحمل اسم المؤسسة، كون المتوسطة تستقبل أطفال البدو الرحل والمناطق الريفية إلى جانب المتمدرسين من جنسيات سورية وغيرها، هدفها كسر الحواجز الاجتماعية والانتماءات وبناء لحمة وطنية وعربية وتقارب اجتماعي منذ الصغر وهو ما تجسد –حسبه-. مضيفا إلى أن توسيع محيط المؤسسة من شأنه تهذيب سلوك التلميذ وقطع الطريق أمام سلوكات العنف الممارسة حاليا في المؤسسات، حيث يتم فتح المدرسة على الساعة السابعة صباحا، مع إنشاء راديو الصباح الذي ينشطه التلاميذ في حدّ ذاتهم، وهو أمر لقي استحسان الأولياء الذين لا يجيدون صعوبة في الالتحاق بمناصب عملهم، كما تظل مفتوحة إلى غاية الساعة الثامنة ليلا لممارسة مختلف الرياضات، حيث توّجت الإكمالية ببطولة وكأس الجزائر في تنس الطاولة، إلى جانب تحصلها على المراتب الأولى في كرة السلة المدرسية ولهم أبطال على المستوى العربي والإفريقي في مسابقة الشطرنج، والمرتبة الخامسة في المهرجان الوطني للأنشودة المدرسية، بعد إحياء فكرة أقسام متخصصة في الرياضة والثقافة، كما تأهّل 10 تلاميذ في مسابقة تحدي القراءة من المؤسسة لمحاولة إرسالهم لمبادرة الإمارات فيها. وذكر السيد كحيلي أنه مع كل موسم دراسي يستقبل قرابة400  طلب تلميذ جديد، حيث تحمل المؤسسة 35 تلميذا فقط ليس لديهم معدل، فيما تضم المؤسسة 12 آخرين لهم معدل 19 من 20، من بينهم تلميذة نابغة تحصلت على معدل 19.84، فيما تم تفعيل لجنة المتابعة والإرشاد التي تعمل مع مستشارة لتوجيه مباشر نحو التكوين المهني للذين انتهت حياتهم الدراسية، وقد خصص متحف مصغر لأعمال التلاميذ في بهو المؤسسة مع صور المتفوقين في الدراسة والنشاطات ونوادي الصحة والبيئة والفلك، كما احتلت المؤسسة الريادة في محاور التوأمة مع مؤسسات بريطانية وأصبحت بفضلها عضو في المنتدى العالمي لمؤسسات التربية، وتوأمة أخرى مع 5 ولايات وطنية، كما مثّل السيد كحيلي قطاع التربية مع وفد جزائري في اليونسكو.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات