38serv

+ -

اخترنا هذه المرة أن نتذكر رجالا رحلوا في صمت، وتركوا أقسامهم بعدما أمضوا فيها سنين من العطاء، وربوا فيها أجيالا، افتقدهم الزملاء والتلاميذ، وحتى الأولياء، كيف لا؟ وقد كان همهم الوحيد هو خدمة العلم والمعرفة. بشير مفتاح... 32 سنة في خدمة التعليم قضى الفقيد الأديب بشير مفتاح حياته معلماً ومربياً بين المدارس، وتخرج على يديه الآلاف من التلاميذ على مدى 32 سنة، منها 20 سنة قضاها مديرا لإكمالية، قبل أن يُحال على التقاعد، حيث كان عضواً ناشطا في اتحاد الكتّاب الجزائريين منذ سنة 1981 وعضوا في الديوان الوطني لحقوق المؤلف. وشارك في عدة لقاءات ومهرجانات وملتقيات أدبية وثقافية في أنحاء الوطن، قبل أن يتوفى بمدينة بوسعادة يوم الجمعة 22 فيفري 2013 عن عمر 62 سنة.ترك الفقيد عدة أعمال باللغتين العربية والفرنسية واشتهر بترجمة أعمال أدبية كثيرة، كما أصدر مجموعات في الشعر العربي والشعبي وترجمات وأناشيد وطنية.عبد القادر العرفي... الشاب الذي رحل كبيرالقد كان عبد القادر مثقفا من الطراز الكبير، قال عنه زميله الشاعر أحمد عبد الكريم: ‘’لا أكاد أعرف شاعرا مُطلعا على الأدب الإنجليزي أكثر منه، بل لقد تخصص في شعر الشاعر الأمريكي ت.س. إليوت حتى صار ملمًّا بأدبه، وله معرفة عميقة بكل ما يتصل به، وقد أنجز مذكرة تخرجه في اللغة الإنجليزية من جامعة قسنطينة عن الكاتب نفسه، وبفضله أتيح لي أن أطلع على “الأرض الخراب” و”الرباعيات” و”الرجال الجوف” و”أربعاء الرماد”، وغيرها”، وأضاف المتحدث يستحضر مناقب الرجل: “إجادته للغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية، جعلت منه قارئا مستفيضا، وسمحت له بالكتابة بهذه اللغات وإنجاز الكثير من الترجمات المهمة لشعراء الإنجليزية. ويواصل عبد الكريم وصف الأستاذ الفقيد: “بعد الليسانس سجل في ماجستير الأدب الإنجليزي بالعاصمة، وكان ينتظره مستقبل أكاديمي مشرق لولا أنه توقف واتجه للتعليم الثانوي كأستاذ للغة الإنجليزية.. فرّقنا الموت ولم يترك لي غير الحسرة وقبر طويل بقامة ظله العالي، توفي فجأة في ساعة متأخرة من ليلة 15-10-2010”.الأستاذ خالدي... 40 سنة معلما وباحثايوم 20 أفريل 2010 تلقت الأسرة التربوية لمدينة بوسعادة خبر وفاة الفقيد الأستاذ خالدي أحمد، وهو أستاذ في مادة التاريخ والجغرافيا في ثانوية محمد شريف بن شبيرة، حيث اختفى لمدة أربعة أيام، ليعثر عليه أفراد الشرطة والحماية المدنية ميتا في منزله الذي يسكنه وحيدا. ويعتبر الأستاذ خالدي أحمد من أكبر وأعظم الأساتذة في بوسعادة، فقد درس حوالي 40 سنة إلى أن مات، وشاءت الصدف أن يُولد وحيدا ويعيش وحيدا ومات وحيدا في بيته. وقضى الرجل في بوسعادة نصف عمره أستاذاً معلماً وباحثاً في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: