العالم

هل سيتحول المغرب إلى فلسطين ثانية؟

كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن توجه متزايد لعدد من الصهاينة من أصول مغربية نحو الاستقرار في المغرب.

  • 5889
  • 2:54 دقيقة
ملك المغرب ومستشاره اليهودي أندري أزولاي، الصورة: ح.م
ملك المغرب ومستشاره اليهودي أندري أزولاي، الصورة: ح.م

في عز العدوان على غزة، لا يجد "إسرائيليون" من أصول مغربية حرجا ولا مانعا من تنفيذ مشروعهم بالاستقرار في المغرب، في ظل موجهة هجرة غير رسمية، شجعهم في اتخاذ الخطوة التسهيلات التي يقدمها "مغرب محمد السادس" للإسرائيليين للاستقرار في المغرب، لكن يبقى السؤال المطروح ما هي المخططات المرسومة لما بعد هذا الاستقرار؟

كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن توجه متزايد لعدد من الصهاينة من أصول مغربية نحو الاستقرار في المغرب، مستغلين روابطهم التاريخية والثقافية والتشريعية للانفتاح على هوية جديدة وأرض تعرفوا عليها كامتداد لجذورهم. وتأتى هذه الخطوة في ظل خلفية الحرب وأحداثها، التي تترك أثرها على قرارات الأغلبية في إسرائيل، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.

من بين هؤلاء تحدثت الصحيفة، حسب ما نقله موقع "لكم" المغربي، عن حالة نيتا حازان البالغة من العمر 39 عاما، ابنة لمهاجرين مغاربة، التي تمكنت مؤخرا من الحصول على بطاقة تعريف مغربية تحدد مكان ولادتها "القدس، فلسطين". وقالت " لقد حققت حلمي.. أنا الآن مواطنة مغربية".

تشير الجريدة العبرية إلى أن حازان تعرفت في أول زيارة للمغرب (فاس، 2016) على منزل طفولة والدها، وعادت إلى "إسرائيل" في فترة جائحة كورونا، ومن ثم ترددت بين المغرب و"إسرائيل" واليوم تعمل على تأمين جواز سفر مغربي لطفلها بصفتها "أم عازبة"، وتؤكد بحزم: "سنعود، بلا أدنى شك".

كما أدرجت "يديعوت أحرنوت" في تقريرها قصة ثانية لتشين إلملياح، 41 سنة، التي اتخذت مسارا خاصا، حيث استغلت وضعها القانوني كـ"إسرائيلية" ذات أصول مغربية للاستفادة من ثغرات قانونية سمحت لها بالهجرة إلى المغرب.

فبالرغم من تشديد إجراءات السلطات بعد توقيع اتفاقيات "أبراهام" وبدء الرباط محاكمة شبكات إجرامية عام 2018 كانت تستخدم هذه الثغرات، نظرا لاستخراج جوازات تنقل عبر الأصول المغربية، لم تتراجع إلملياح، معتبرة أصولها المغربية جزءا لا يتجزأ من هويتها: "أن تكون مغربيا، هو حلم ظل يراودني دائما"، مؤكدة أن المغرب "ليس مكانا فقط بل جزء من حياتنا اليوم، خلافا لمدن من قبيل لوس أنجلوس أو برلين أو باريس".

كلا القصتين تنضمان إلى حركة غير رسمية تمثلها مجموعة من "الإسرائيليين" في أواخر ثلاثيناتهم وأوائل أربعيناتهم، متعددي الخلفيات، اقتصادية وسياسية وثقافية، انتقلوا للعيش في المغرب بشكل دائم أو متنقل بين "إسرائيل" والمغرب. وتسلط الصحيفة الضوء كذلك على مجموعة أخرى من الشخصيات، مثل علماء وأكاديميين وفنانين، وفتح مطاعم حلال في مدن مثل مراكش ليخدموا الجالية اليهودية والزوار من "إسرائيل".

وأضاف التقرير أن هذه التطورات تواجه بعض التحديات، وقد وصفتها الصحيفة بـ"مشاعر أُثيرت بعد أحداث 7 أكتوبر في بعض الأوساط، حيث وصل الأمر إلى تعليق أعلام فلسطينية على سيارات بعض الإسرائيليين في مراكش". ومع ذلك، حسب الصحيفة، فإن "تضامن الملك والسلطات الدينية المحلية أظهر دعمهما للعيش المشترك".

وتسجل عودة متزايدة في أعداد الإسرائيليين من أصول مغربية إلى المغرب خلال السنوات الأخيرة، وشجع الملك محمد السادس هذه العودة، من خلال قوانين تشريعية، حيث أصدر ظهيرا ملكيا يخص إنشاء المجلس الوطني للطائفة اليهودية يكون مقره بالرباط، يتولى "تدبير شؤون الطائفة والمحافظة على التراث والإشعاع الثقافي والشعائري للديانة اليهودية"، وستنبثق عن المجلس لجان جهوية تقوم بتدبير القضايا والشؤون اليومية لأفراد الطائفة.

وينص الظهير على وجود اهتمام ملكي بـ"إقامة هيئات تمثيلية وتنظيمية مسايرة لواقع الطائفة اليهودية المغربية"، لتكون "على المدى المتوسط بمثابة أداة ناجعة لحفز وتشجيع المواطنات والمواطنين المغاربة من الديانة اليهودية المقيمين بالخارج على العودة إلى وطنهم الأم". وحسب إحصائيات رسمية مغربية يعيش في "إسرائيل"، حاليا، حوالي 700 ألف يهودي من أصول مغربية.

وشهد المغرب، خلال الفترة الماضية، جدلا واسعا بعد مطالبة يهود مغاربة بما وصفوه بأملاكهم بالعديد من المدن المغربية، طرد على إثرها المئات من العائلات من مساكنهم لصالح عائلات يهودية. وأظهر فيديو انتشر بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية إسرائيليا من أصل مغربي عرف نفسه بأن أصوله من فاس وأنه جاء ليسترجع محل جده، وعلق البعض على الفيديو بالقول: "هكذا بدأت الحكاية في فلسطين".