مجتمع

سيارات.. آيفون ورحلات سياحية للناجحين في البكالوريا

لم تكن الفرحة محصورة في الشوارع فحسب، بل امتدت إلى كل بيت جزائري.

  • 2197
  • 2:55 دقيقة
الصورة: حمزة كالي، "الخبر"
الصورة: حمزة كالي، "الخبر"

شهدت ولايات الوطن، أمس، فرحة عارمة وغير مسبوقة بعد صدور نتائج امتحان شهادة البكالوريا 2025، حيث تحولت الشوارع إلى ساحات احتفال صاخبة، وامتزجت زغاريد الأمهات وضحكات النجاح مع أصوات أبواق السيارات التي لم تتوقف عن عزف سيمفونية الفرح، كما برزت هديا عينية مميزة من سيارات، مصوغات وهواتف ذكية، قدمت للناجحين.

لم تكن الاحتفالات مقتصرة على الزغاريد والهتافات، وسط مواكب  السيارات بل تزينت السماء بالألعاب النارية والشماريخ في وضح النهار، لترسم لوحة بهيجة تعبر عن حجم هذا الإنجاز المصيري، وقيمته الاجتماعية في قلوب الجزائريين.

موائد عامرة

لم تكن الفرحة محصورة في الشوارع فحسب، بل امتدت إلى كل بيت جزائري، حيث انبعثت من المنازل روائح الأكلات التقليدية الشهية، الخاصة بكل منطقة، والتي جهزت حتى قبل صدور النتائج، في إشارة واضحة إلى الثقة الكبيرة في أبنائهم وبناتهم.

وقد أقيمت الولائم الضخمة تعبيرا عن هذه الفرحة العظيمة، ونصبت الخيم لأجل ذلك وتعالت الأغاني وميكروفونات "الديدجي"، واجتمعت العائلات والأصدقاء لتبادل التهاني وتقاسم لحظات السعادة، وغدا تنقل المهنئين من منزل لآخر كصورة مشابهة للتهاني خلال العيد أين ينتقل الناس بين بيوت الأهل والأقارب للمعايدة.

وازدحمت محلات صنع الحلويات بالزبائن الذين يريدون الحصول على كعكة مميزة يكتبون عليها أمنية طيبة ومباركة من القلب للناجحين.

شهادات للفرحة من قلب الحدث

لمسنا عن قرب هذا الشعور الجياش بالفرح، من خلال لقاءاتنا مع بعض المواطنين، فمن جانب الأولياء قالت السيدة فاطمة وهي والدة إحدى الناجحات من ثانوية خديجة أم المؤمنين بتيارت، "لا أصدق أن ابنتي "ليلى" قد نجحت بمعدل ممتاز، لقد تعبت وسهرت الليالي، واليوم كوفئ تعبها، هذه الفرحة تساوي الدنيا وما فيها، لقد ذبحنا كبشين وسنقيم وليمة كبيرة لأهل الحي بأكمله".

وقال السيد أحمد، وهو والد أحد الناجحين من ثانوية ابن باديس بقسنطينة، "كنت متوترا جدا قبل إعلان النتائج، لكن عندما سمعت اسم ابني "ياسين" في قائمة الناجحين، شعرت وكأن هما كبيرا قد انزاح عن صدري، ولقد وعدته بسيارة إذا نجح، والحمد لله، سأفي بوعدي اليوم، فهو يستحق كل خير".

وقال التلميذ سامي من ثانوية ابن خلدون بالجزائر العاصمة، والذي نجح بمعدل 16.5 "أشعر وكأنني أحلق في السماء، هذا حلم طال انتظاره، فبعد سنوات طويلة من الدراسة والضغط، جاءت لحظة التتويج، وأهلي فخورون بي جدا، وقد أهدتني والدتي، لدى سماع الخبر، أحدث هاتف آيفون".

أما مريم، وهي ناجحة بمعدل 15.2 من ثانوية مالك بن نبي بوهران، فقد قالت، "كنت أبكي من شدة الفرح عندما رأيت اسمي، لقد كانت سنة صعبة للغاية، والآن أشعر بالراحة والسعادة الغامرة، فأصدقائي وعائلتي كانوا بجانبي طوال الوقت، وأشكرهم على دعمهم، وأنا اليوم سأحتفل معهم طوال الليل"، ثم أرتنا القلادة الذهبية التي طبع عليها اسمها والتي ألبستها إياها والدتها عند سماع النبأ السعيد.

في وسط هذا الجو البهيج، فرح رامي من مدينة بسكرة، مرتين، وهو الحائز على البكالوريا بتقدير جيد جدا، حيث قفز فرحا بنتائجه المشرفة، كما قال، ثم قفز مرة أخرى فرحا بسيارة "فيات 500" التي وجدها في انتظاره أمام منزله مزينة بشريط أبيض كبير، على شكل هدية وقد كتب على زجاجها الأمامي "ألف مبروك بكالوريا 2025 ".

وأكدت التوأمان "صفا ومروة" من مدينة سكيكدة، أن والدهما قد وعدهما باصطحابهما في رحلة إلى إسطمبول في حال حصولهما على تقدير جيد فما فوق، حيث أكدتا أنهما متحمستين للحصول على هذه الهدية المميزة بالنسبة لهما.

من جهته، قال أيمن أنه لا ينتظر هدية من والدته، بل نجاحه هو الهدية التي يقدمها لها، بعد التعب في مساندته ودعمه بالدروس الخصوصية وبكل ما أوتيت من قوة، حيث قال "بعد وفاة والدي في 2023، عاهدت نفسي أن أدخل الفرحة على قلب أمي كلما أتيحت لي الفرصة".

وبهذا تتواصل الاحتفالات في جميع أنحاء الوطن، بطرق مختلفة لتؤكد أن شهادة البكالوريا ليست مجرد امتحان دراسي، بل هي محطة فارقة في حياة كل شاب وفتاة، وللعائلات الجزائرية ككل، ومناسبة لتجديد الأمل والتطلع إلى مستقبل أفضل.