الوطن

سيفي غريب في المسيلة

معاينة وتدشين مصنع للحديد ومشروع اقتصادي.

  • 3440
  • 2:44 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

قد تقتصر زيارة العمل التي يقوم بها الوزير الأول سيفي غريب، غدا الثلاثاء، إلى الولاية رقم 28، على تدشين مصنع الحديد التابع لمؤسسة "فوندال" الواقع بالمنطقة الصناعية ذراع الحاجة في المسيلة، حسبما علم من خلية الاتصال بالولاية.

المصنع التابع حاليا للمؤسسة العمومية للمسابك الجزائرية "فوندال"، أحد فروع مجمع الصناعات المعدنية والصلب "إيميتال" التي سبق وأن استفادت من بعض الأصول المصادرة وفقا لمخرجات الدورة الأخيرة لاجتماع مساهمات الدولة، والذي تم تسليمه قبل بضعة أشهر، وتهيئته تقنيا وعمليا وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة بالأملاك والأصول المصادرة بموجب أحكام قضائية نهائية، وبمقتضى، كذلك، تعليمات وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني.

إلى ذلك سوف تكون لزيارة الوزير الأول وقفة لمعاينة وتدشين المركب الصناعي للمقطورات والرافعات والهياكل المعدنية والدرفلة ومسبكة وصناعة وتركيب مركبات وتجهيزات ولواحق وقطاع السيارات التابع لأحد المستثمرين الخواص والكائن بإقليم بلدية مقرة، وهو المشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية قوامها 8 آلاف متر مربع بكلفة إجمالية بلغت 172 مليار سنتيم، من شأنه أن يوفر حسب بطاقته التقنية 115 منصب عمل مباشر.

الزيارة، والتي تبدو لأول وهلة اقتصادية بامتياز، إلا أنها ظلت تشكل حالة من الترقب والاهتمام في الأوساط الجمعوية والمجتمع المدني، والتي يرى فيها هؤلاء فرصة للمطالبة ببرنامج خاص وتكميلي من شأنه أن يرفع الغبن عن ولاية المسيلة ومضاهاتها بما استفادت به باقي الولايات من مشاريع كبرى تتطلب، على حد تعبير هؤلاء، قرارات جريئة تعيد للولاية رقم 28 مكانتها المستحقة، وتفتح أفاقا واعدة في مختلف القطاعات، على غرار تلك المتعلقة بربط ولاية المسيلة بمشروع تحلية مياه البحر لضمان الأمن المائي على المدى الطويل، على اعتبار أن الولاية استفادت من قبل بمشاريع في هذا الخصوص لكنها ظلت مجرد حبر على ورق، علاوة على المطالبة بالإسراع في فتح المستشفيات الأربعة في كل من المسيلة، بوسعادة، سيدي عيسى وحمام الضلعة، التي ناهز موعد تسليمها عقد زمني كامل.

واعتبر ممثلون عن الجمعيات والمجتمع المدني أن ترقية مستشفى 240 سريرا الجديد، الذي يرتقب افتتاحه مع نهاية السنة الجارية إلى مستشفى جامعي، بات أكثر من ضرورة من أجل تكفل طبي أمثل وتحسين الخدمة الصحية، فضلا عن مطالب يصفها هؤلاء بالاستعجالية في الوقت الراهن، على غرار تلك المتعلقة بفتح مركز للعلاج باليود والتكفل بمرضى السرطان محليا، وربط الولاية بالطريق السيار شرق - غرب، وإنجاز الطريق المزدوج المسيلة - برج بوعريريج على مسافة 60 كيلومترا وتجنيب المارة مزيدا من الضحايا، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أجل تعزيز الإنعاش الاقتصادي والقضاء على شبح البطالة، إلى جانب القضاء على الندرة في بعض التخصصات الطبية التي تعاني منها أغلب مشافي الولاية، وهي تتعلق بتخصصات التخدير والإنعاش، الأشعة، أمراض النساء والتوليد، طب العيون وأمراض القلب وغيرها، فبالرغم من استفادة الولاية من بعثة طبية كوبية مؤخرا، إلا أن ذلك لم يعد كافا ويتطلب لدعم المنظومة الصحية فتح المجال للإطار الطبي المحلي، وهي تخصصات ضرورية لضمان التكفل الأمثل بالمرضى وتحسين الخدمة الصحية عبر تراب الولاية، حيث يتطلع هؤلاء إلى جعل المستشفيات الجديدة المرتقب فتحها نهاية السنة الجارية فضاءات علاجية بامتياز وليس مجرد هياكل بلا روح، وذلك بضرورة تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية، وعلى رأسها أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي لأهميته في التشخيص الدقيق والتكفل السريع بالمرضى دون عناء التنقل إلى الولايات الأخرى كما هو حاصل حاليا .

غير أن هذه المطالب، التي يحلم سكان الولاية عبر ممثليهم بتحقيقها على أرض الواقع، وظل يناضل عنها الكثير بدعوى رفع الغبن ومظاهر التخلف التي طالت العديد من مفاصل الحياة لعقود، بالرغم من الأغلفة المالية التي ضحت لأجلها منذ سنوات، يبقى إدراج المسيلة ضمن المشاريع الكبرى أكثر من ضرورة ويستوجب ذلك للنهوض بها إلى ما هو أرقى وأحسن.