أوضح المندوب الدائم لروسيا الاتحادية، فاسيلي نيبينزيا، بمنظمة الأمم المتحدة، خلفيات امتناع بلاده عن التصويت، أمس، على مشروع قرار تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، واعتماد قرار مجلس الأمن حول إمكانية أن "يمثل مقترح الحكم الذاتي المغربي" حلا للنزاع في الصحراء الغربية، عبر مسار "تفاوضي مقبول من الطرفين".
وقال الدبلوماسي الروسي في توضيح له، مساء أمس، إنه "لم يكن بإمكاننا تأييد نص غير متوازن إلى هذا الحد"، مستغربا "النهج الذي اتبعه "الرعاة غير الرسميين" لهذا الملف، إذ تصرّفوا وكأنّ بإمكانهم استخدام مجلس الأمن كأداة للترويج لمواقفهم الوطنية الخاصة".
وما جرى في مجلس الأمن، وفق المتحدث "يتناقض تمامًا مع الممارسة الراسخة في المجلس، التي تقتضي من القائمين على الملف البحث الدؤوب عن التوافق وأخذ مواقف جميع الأعضاء في الاعتبار".
ومن اللافت، يضيف "أنّ زملاءنا الأمريكيين، وللعام الثاني على التوالي، يتجنّبون مناقشة نصوص تتعلق بالصحراء الغربية في الإطار الكامل للمجلس".
ونتيجة لذلك، اضطر أحد الوفود إلى طلب مناقشة المشروع في التشكيلة الكاملة للمجلس، وهو ما يشير إلى قصور واضح في عمل المشرفين على الملف الذين جعلوا من عملية إعداد الوثيقة عملا مرتجلا ومسيّسًا.
ومثل القرار بالنسبة لروسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، "تراجعًا عن الأساس الذي تمّ بناؤه في الأمم المتحدة بخصوص تسوية قضية الصحراء الغربية". وهذا الأساس لا "يزال قائمًا ولم يُلغَ، ولا يجوز إخضاعه لأيّ مراجعة".
كما لم تعمد روسيا إلى عرقلة قرار المجلس بشأن تمديد ولاية بعثة المينورسو، رغبةً منها في منح العملية السلمية فرصةً أخرى، يضيف المتحدث.
ومع ذلك، يتابع الدبلوماسي الروسي: "نأمل بشدّة ألاّ يؤدي "الاندفاع الكاوبوي" لزملائنا الأمريكيين إلى نتيجة عكسية، وألاّ يُفضي إلى إعادة إشعال نزاعٍ ظلّ متجمّدًا منذ عقود".
ويعول الدبلوماسي على المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، في أن "يبذل كل ما بوسعه لتهيئة الظروف الجديدة التي تتيح للأطراف المعنية التوصلَ في أقرب وقتٍ ممكن إلى حلٍّ متوافقٍ عليه، يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير بحرية".
ويتعين، يختم البيان، أن يكون هذا الحل "منسجمًا مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن السابقة بشأن الصحراء الغربية. فلا يمكن أن يكون هناك أيّ مسارٍ آخر".
محمد الفاتح عثماني
01/11/2025 - 11:24
محمد الفاتح عثماني
01/11/2025 - 11:24
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال