رياضة

مهدي فيكتور لكحل.. المفاجأة السارة

حظي بإشادة خاصة من المدرب مجيد بوڤرة والقائد إسلام سليماني بعد نهاية اللقاء الودي أمام منتخب مصر.

  • 6267
  • 2:15 دقيقة
مهدي فيكتور لكحل
مهدي فيكتور لكحل

خطف مهدي فيكتور لكحل الأضواء بشكل مفاجئ داخل معسكر المنتخب الوطني الرديف، بعد أداء لافت وقوي أمام منتخب مصر في الودية الأخيرة، ليُحوّل حضوره الطارئ وغير المتوقع إلى واحد من أبرز المكاسب الفنية التي خرج بها المدرب مجيد بوڤرة من هذا التربص.

 وقد حظي لاعب القادسية بعد نهاية ودية أمس، بإشادة خاصة من المدرب مجيد بوڤرة والقائد إسلام سليماني، اللذين قاما بتحيته على أداء مفاجئ وقوي ومقنع، جعل اسمه يعود إلى الواجهة، لدرجة أن بعض الأصوات راحت تطالب باستدعائه للمنتخب الأول.

المفارقة أن اللاعب الذي عاندَه الحظ طيلة مشواره مع المنتخب، وجد هذه المرّة الظروف تخدمه، بعدما جاء استدعاؤه بصفة اضطرارية، ولولا بقاء سفيان بن دبكة بالجزائر بسبب وفاة قريبته، وإصابة محمد بن خماسة في آخر لحظة، لما كان لكحل ليتواجد أصلا بمعسكر مصر، ويكون بالتالي ضمن خيارات الطاقم الفني.

لكن الحضور الاضطراري سرعان ما تحول إلى مكسب فني كبير. فصاحب الـ31 ربيعا، الغائب عن حسابات المنتخب الوطني منذ سنة 2023، قدّم أمام مصر واحدا من أفضل عروضه في منصب الارتكاز، حيث ظهر بنضج تكتيكي لافت، وقدرة مميزة على قطع الكرات وتمريرها تحت الضغط، مع جرأة واضحة في طلب الكرة في أصعب الوضعيات.

ورغم ما بدا عنه من زيادة في الوزن، إلا أن ذلك لم يؤثر مطلقا على مردوده، بل كان حاضرا في كل أرجاء الملعب، يخفف بالمناسبة العبء عن ثنائي المحور غزالة وعبادة، ويمنحهما الحلول والإضافة في كل تدخل.

هذا التألق لم يكن متوقعا بالنظر إلى أن لكحل، وبحسب مصادرنا، لم يقدّم الانطباع ذاته خلال الحصص التدريبية التي سبقت المباراة، لكن قرار بوڤرة بتجريبه كان في محله، بل تحول إلى خيار ناجح قلب المعادلة وجعل من تواجد اللاعب في القائمة النهائية لبطولة العرب للأمم بقطر أمرا شبه محسوم على حساب لاعبين مثل بلال بوكرشاوي وحتى محمد بن خماسة.

وتحوّل أداء لكحل في ودية مصر إلى حديث المتابعين والنقاد والمناصرين، إذ طالب البعض بمنحه فرصة جديدة مع المنتخب الأول، هو الذي كانت حكايته مع "الخضر" دائما متأرجحة بين الحلم وسوء الحظ. فقد اكتشفه جمال بلماضي سنة 2019 عندما كان يحمل ألوان نادي لوهافر وراهن عليه بقوة، لكن إصابته الخطيرة بقطع في الرباط الصليبي، خلال أول ظهور له أمام تونس، أطاحت بكل طموحاته وفتحت المجال لصعود عدلان ڤديورة.

وعاد الحظ ليدير ظهره للكحل في جوان 2023 عندما قرر بلماضي استدعاءه مجددا تحسبا لمواجهة أوغندا، وهذا بعد موسم قوي حقق خلاله الصعود مع لوهافر إلى الليغ 1 واختياره أفضل لاعب في بطولة الليغ 2، لكنه وصل مصابا إلى المعسكر وتم إعفاؤه من جديد (بلماضي استدعى شيته لتعويضه). ليبتعد اللاعب تدريجيا عن الأضواء بعد انتقاله لنادي أم صلال القطري لموسمين، ومنه إلى القادسية الكويتي الصيف الماضي، وبدا أن كل شيء قد انتهى بالنسبة له، قبل أن تقوده الظروف هذه المرة إلى فرصة غير متوقعة استغلها بأفضل طريقة على أمل أن يواصل هذا التألق في بطولة العرب المقبلة ويعوض كل ما فاته.