رياضة

اتحاد الجزائر: عليق يستلم هدية "مسمومة"

كانت عودة الرئيس التاريخي لاتحاد الجزائر، سعيد عليق، مطلبا "جماهيريا"، حيث يرى مشجعو الاتحاد في شخصه "المنقذ" للنادي، بعدما فقد هيبته حتى في عقر داره.

  • 3105
  • 2:27 دقيقة
الصورة : ح.م
الصورة : ح.م

لم يتمكن المدير الرياضي الجديد لاتحاد الجزائر، سعيد عليق، من تحقيق انطلاقة مثالية مع فريقه العائد إليه بعد سنوات من الغياب والتغييب، بالنظر إلى حجم المشاكل التي يتخبط فيها النادي، ورثها من الرئيس السابق عثمان سحبان، ضربت استقرار الفريق وأثرت بشكل سلبي على نتائجه في مشوار البطولة المحترفة لحد الآن.

كانت عودة الرئيس التاريخي لاتحاد الجزائر، سعيد عليق، مطلبا "جماهيريا"، حيث يرى مشجعو الاتحاد في شخصه "المنقذ" للنادي، بعدما فقد هيبته حتى في عقر داره وأمام أندية تصارع من أجل البقاء مع حظيرة الكبار، لكن وإن كانت عودة عليق هذه المرة من موقع قوة وبصلاحيات أكبر من دور المدير الرياضي، إلا أن الوضع العام الذي يعيشه الفريق يجعل مهمة عليق جد صعبة، كونه تلقى هدية "مسمومة".. فالخطاب التحفيزي الذي ألقاه على اللاعبين في أول اجتماع معهم عشية مواجهة أتلتيك بارادو لم يحدث ردة فعل إيجابية في نفوس رفقاء الحارس بن بوط، فسقطوا بثلاثية أمام أشبال "الأكاديمية"، قبل خسارة داربي الموسم أمام الغريم مولودية الجزائر، ونجا أصحاب الزي الأحمر والأسود من كارثة حقيقية، عندما تفادى الهزيمة باللحظات الأخيرة من زمن مباراة الجولة الـ27، أول أمس الاثنين، (1/1)، أمام الصاعد الجديد أولمبيك أقبو، الذي يصارع من أجل البقاء، وكل هذا أمام دهشة عشاق الاتحاد، ليدرك عليق أن المشكل أعمق مما كان يتصور.. وما قضية الثنائي غناوي ولوصيف التي وقعت في عهد عليق الذي اتخذ إجراءات صارمة في حق اللاعبين، بسبب خوضهما مباراة غير مرخص بها بعد تعريض أنفسهما لمخاطر دون احترام عقدهما مع النادي، سوى صورة لحجم التسيب والإهمال الذي يعيشه بيت الاتحاد.

وإن كان صانع أمجاد اتحاد الجزائر في التسعينيات وبداية الألفية الثانية، يسابق الزمن من أجل التحضير للموسم الجديد، من خلال الاتصال بمدرب أجنبي كبير وتحضير قائمة من اللاعبين المستهدفين مع التفاوض مع العناصر البازرة لتمديد عقودها، فإن التخلص من اللاعبين الذين أثبتوا محدودية مستواهم سيسبّبون "صداعا" حقيقيا لإدارة الاتحاد، كون الرئيس السابق عثمان سحبان رفع الكتلة الشهرية للاعبين هذا الموسم مقارنة بالموسم ما قبله وتعاقد مع لاعبين جدد برواتب "فلكية"، على غرار النيجيري محمد علي والياس شتي وقناوي وخالدي، ما يجعل الإدارة أمام خيار دفع التعويضات المالية للمسرحين، في حال عدم قدرة عليق على إقناعهم على فسخ العقد بالتراضي، علما أن خزينة الاتحاد دفعت أموالا باهظة في عهد الرئيس "المخلوع"، عثمان سحبان، من أجل تعويض المهاجم السنغالي غاساما وكذا المدرب التونسي نبيل معلول وأعضاء طاقمه، إضافة إلى تعويضات مالية للمدرب البرازيلي ماركوس باكيتا الذي تمت إقالته.

وكان سعيد عليق قد طلب تفحص الوضعية المالية للفريق ساعات بعد تعيينه من طرف الشركة المالكة "ساربور" كما اطلع على عقود كل اللاعبين في الوقت الذي تحدثت بعض المصادر عن اشتراطه فتح ملاك النادي "التدقيق المالي".

وإن كان الحكم على نجاح أو فشل الرئيس الأسبق سعيد عليق في مهمته الجديدة مع الاتحاد أمر سابق لأوانه على اعتبار أن التحاقه بالاتحاد كان مع اقتراب نهاية الموسم وارثا وضعية كارثية من سحبان إلا أن تنشيط نهائي كأس الجزائر أمام شباب بلوزداد يعدّ فرصة بالنسبة للاتحاد وعليق من أجل إنقاذ الموسم والانطلاق في التحضير للموسم القادم في ظروف هادئة مع ضمان المشاركة في مسابقة كأس الكنفدرالية للمرة الثالثة على التوالي في حال التتويج بكأس الجزائر.