أكّد وزير العدل حافظ الأختام، لطفي بوجمعة، أنّ الجزائر حقّقت في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في بناء منظومة قانونية وقضائية متكاملة، تتسم بالتطور والتماسك، بفضل الإصلاحات التي باشرتها الدولة على مختلف الأصعدة، في ظل رؤية استشرافية ترتكز على مبادئ الأمنين القانوني والقضائي، وتضع المواطن في صلب السياسات العمومية.
وأوضح الوزير، خلال إشرافه اليوم الخميس على حفل تخرج الدفعة الثامنة والعشرين للطلبة القضاة "المرحوم يلس مولود" بالمدرسة العليا للقضاء بالقليعة، أنّ هذه الإصلاحات أثمرت منظومة متماسكة قادرة على مجابهة التحولات المتسارعة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، مشدّدا على أنّ القراءة التقييمية المستمرة للمسار الإصلاحي لم تعد خيارًا، بل صارت حتميّة تفرضها ديناميكية التغيير وتحديات المرحلة.
وفي كلمته الافتتاحية، شدّد وزير العدل على أنّ النجاح الذي حققته الجزائر في ترقية الأداء العدلي، لم يكن ليتحقق لولا الجهود المبذولة لأخلقة العمل القضائي وتهيئة الظروف المناسبة له، في انسجام تام مع مسعى أخلقة الحياة العامة، باعتبارها خيارًا حضاريًا ضمن المسيرة الواعدة لـ"الجزائر المنتصرة"، كما عبّر عنها الوزير.
واعتبر بوجمعة أنّ القاضي مطالبٌ، اليوم، بالتسلّح بالأدوات القانونية التي تمكّنه من أداء واجبه على أكمل وجه، مع التمسك بزمام الأخلاق والحكمة، بما يعزز من التزامه بواجب التحفّظ ويصون مقامه وهيبته داخل المجتمع، مشيرًا إلى أنّ هذه القيم لا تُختزل فقط في المهارة القانونية بل تتجسّد أيضًا في سلوكيات القاضي ومناقب شخصه.
وفي ختام كلمته، أكّد وزير العدل أنّ كل هذه الجهود تنبع من عقيدة الدولة المستمدة من رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التي تنطلق من مبدأ "نحو خدمة المواطن، ومن أجله، وله، وإليه، ابتداءً وانتهاءً"، مضيفًا أنّ القضاة الذين نذروا أنفسهم لهذه المهمة النبيلة، وتسلّحوا بالنزاهة والتكوين، قادرون على التمييز بين "الزّبد الذي يذهب جُفاءً وما ينفع الناس".
كما دعا الوزير، في رسائل توجيهية وجّهها إلى القضاة الجدد، إلى التحلّي بأقصى درجات الالتزام والمسؤولية في أداء واجبهم، مؤكّدًا أنّ النيابة عن المجتمع تقتضي حسن التقدير وعمق النظر وتغليب المصلحة العامة، بينما تفرض مسؤولية الفصل بين الناس بالحَقّ على القضاة أن يتحرّروا من كل المؤثرات والضغوط، ويجعلوا القانون والضمير سندهم الوحيد. كما ذكّرهم بأنّ رسالتهم ليست وظيفةً كسائر الوظائف، بل تكليفٌ يحمل في طيّاته أمانة ثقيلة، تستوجب الإخلاص، والانضباط، والعدل، والوقار.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال