شيّع، مساء اليوم الأربعاء، جثماني الطفلين الشقيقين ضحيتي حادثة الغرق الأليمة التي وقعت أمس بمنطقة ذراع السواري التابعة لبلدية بنهار، بالمقاطعة الإدارية عين وسارة في ولاية الجلفة. وقد وُوري جثماناهما الثرى بمقبرة عين وسارة، بحضور حشود كبيرة من المواطنين الذين توافدوا لمؤاساة العائلة.
وكانت مصالح الحماية المدنية قد تدخلت صبيحة أمس الثلاثاء، في حدود الساعة 11:21، بعد تلقيها بلاغًا عن غرق طفلين في حوض مائي مخصص للسقي الفلاحي، يقع بمحاذاة الطريق الولائي رقم 167 ب، على بعد 10 كيلومترات باتجاه حد الصحاري. وقد تم انتشال جثتي الضحيتين من داخل الحوض الذي يبلغ طوله 200 متر وعرضه 150 مترًا، بعمق يصل إلى ثلاثة أمتار، قبل نقلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عين وسارة.
الطفلان، وهما شقيقان يبلغان من العمر 7 و11 سنة، ينحدران من عائلة فقيرة ويتيمان منذ وفاة والدهما سنة 2019، الذي ترك خلفه أربعة أطفال. وحسب أحد أقارب الضحيتين، فإن الطفلين كانا ينتظران بفارغ الصبر المشاركة في رحلة إلى البحر خلال الأيام المقبلة، غير أن القدر كان أسرع.
وقد خلفت هذه الحادثة المفجعة صدمة وسط سكان المنطقة، الذين أعربوا عن حزنهم العميق وتضامنهم المطلق مع عائلة الفقيدين.
وتعيد هذه المأساة تسليط الضوء على الخطر الداهم الذي تشكله الأحواض المائية والبرك، خاصة في الأرياف والمناطق الفلاحية، حيث تتكرر مثل هذه الكوارث كل صيف، في ظل غياب سياجات الحماية وانعدام لوحات التحذير، ما يستدعي تحركًا جادًّا من السلطات المحلية لتأمينها وإنقاذ الأرواح البريئة.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال