ووري، اليوم الإثنين، جثمان الشابة الجزائرية رحمة عياض، التي لقيت مصرعها طعنا داخل شقتها ببلدية أرنوم التابعة لمدينة هيمينغن الواقعة جنوب هانوفر بألمانيا الجمعة ما قبل الماضي على مستوى مقبرة عين البيضاء، على مرمى حجر من مربع الشهداء بالجهة القديمة، في أجواء جنائزية مهيبة، حضرها أقرباء وجيران الضحية، وفي غياب كلي لكل السلطات، باستثناء مصالح الحماية المدنية.
وقبل دقائق من رفع آذان المغرب، دخل الموكب الجنائزي الذي كان يقل المرحومة رحمة التي راحت ضحية جريمة عنصرية صبيحة يوم 4 جويلية الجاري بمدينة هانوفر الألمانية إلى مقبرة عين البيضاء، يتقدمه سيارة الإسعاف التابعة لمصالح الحماية المدنية التي عمد أعوانها بالزي الرسمي إلى حمل التابوت الذي كان موشحا بالعلم الوطني باتجاه مثواها الأخير، وذلك بحضور عشرات المواطنين من أهلها وجيرانها وبعض المتعاطفين مع قصة المرحومة، التي راحت ضحية جريمة شنعاء لا تزال ملابساتها لم تتضح، رغم توقيف المشتبه في ارتكابها من قبل مصالح الشرطة الألمانية، ويتعلق الأمر برجل ألماني يبلغ 31 عاما داخل شقته.
واحتراما للطقوس الدينية المتعارف عليها، عمد المقربين من الضحية على غرار عمها وخالها وبعض أفراد عائلتها المقربة إلى إيداع المرحومة لمثواها الأخير بعد توجيهها للقبلة، ومن ثمة غلق التابوت الخشبي الذي نقلت فيه عبر رحلة جوية وصلت إلى الجزائر العاصمة يوم أمس، ليتم مواراتها الثرى، وذلك بعد أن تم آداء صلاة الجنازة عليها على مستوى الموقع الذي أقيمت فيه الجنازة بالبيت العائلي على مستوى حي " ليزاشالام "، بالرغم من أن أفراد الجالية الجزائرية كانوا قد أدوا صلاة الجنازة عليها هناك في ألمانيا قبل أيام.
وقد كانت بلدة أرنوم قد استيقظت في التاريخ المذكور على وقع جريمة عنصرية ضد الشابة الجزائرية رحمة عياض ذات الـ 26 عاما، من مدينة وهران، والتي لقيت مصرعها، طعنا داخل شقتها، في حادثة أثارت صدمة واسعة وسط الجالية الجزائرية بألمانيا، التي سارعت للتحرك بغية المطالبة بكشف ملابسات الجريمة ومعاقبة الجاني، بينما تترقب العائلة في الجزائر أخبار مصير التحقيقات.
وبالرجوع إلى ملابسات الجريمة فقد هزت صرخات استغاثة أرجاء مبنى سكني في أرنوم ذلك اليوم المشؤوم، حيث أبلغ الجيران الشرطة حوالي الساعة 10:30 صباحًا عن امرأة مصابة بجروح بليغة تتوسل للنجدة من درج العقار، وعندما وصلت فرق الإسعاف والشرطة، كان المشهد مرعبًا بالنظر إلى الدماء التي كانت تنساب من جسد الضحية إثر الطعنات المتكررة التي طالتها في الصدر والكتف. ورغم الجهود اليائسة لإنعاشها، أُعلن عن وفاتها بعد دقائق من الواقعة.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال