مع حلول أيام الصيف الحارة، تتجدد ظاهرة انتشار طاولات بيع التين الشوكي (الهندي) بكثرة على أرصفة وشوارع بلديات ولاية المدية، لتشكّل مشهدًا موسميًا مألوفًا يعكس ارتباط سكان المنطقة بهذه الفاكهة الصيفية ذات الشعبية الواسعة.
من المدخل الجنوبي لمدينة المدية إلى أطراف بلديات البرواقية، قصر البخاري، تابلاط، وسغوان، نصب العشرات من الباعة طاولاتهم الخشبية المملوءة بحبات التين الشوكي متباينة الألوان والأحجام، وسط إقبال واسع من المواطنين الباحثين عن طعمها الحلو وفوائدها الصحية.
ويعتمد كثير من الشباب، لا سيما البطالين منهم، على هذه التجارة الموسمية كمصدر دخل مؤقت، حيث تشكّل فرصة لتأمين مصروفهم اليومي في ظل غياب مناصب الشغل الدائمة، ويقول "عبد القادر"، شاب في العشرينات من عمره يبيع التين الشوكي "كل سنة ننتظر هذا الموسم، نشتري الهندي من مناطق جبلية بالعديد من البلديات كتابلاط ، الميهوب، بني سليمان، بوشراحيل، سيدي نعمان التي تنتشر بها زراعة التين الشوكي، أو من ضواحي بلديات دائرة وامري وعين الدفلى، حيث يفضل القاطنون بالأحواش زرع التين على شكل سياج يحيط بسكناتهم حماية لأرزاقهم، وفي الغالب ما يتم ملئ الصناديق بفاكهة التين بمبالغ لا تتعدى 1000 لتحمل إلى الأسواق بالمدن وعرضها للبيع بهامش يربح لا يتعدى الـ 500 دج، ليقوم الباعة الصغار بعد ذلك بفرزها حسب حجم الحبة، بوضعها داخل دلاء بلاستيكية للتقليل من مخاطر شوكها، وتصفيفها على طاولات خشبية بسعر يتراوح بين 15 و30 دينار لكل حبة.
وتبقى شريحة الأطفال الذين غالبيتهم في عمر الزهور هم أكثر الباعة في عطلة الصيف، حيث تجدهم يقضون ساعات النهار باستعمال القفازات من أجل بيع ما أمكن من حبات الهندي على مدار أيام هذه العطلة، لمساعدة عائلاتهم على تلبية حاجيتها اليومية أو توفير ما يلزم من مصروف لاقتناء الأدوات واللوازم المدرسية.
ورغم ما تحمله هذه الظاهرة (التجارة الموسمية لفاكهة الهندي الصحية) بالساحات العمومية كما هو الحال بقرب مسجد النور بعاصمة التيتري، من جوانب اجتماعية واقتصادية إيجابية، إلا أنها تبقى في حاجة إلى تنظيم محلي يوازن بين دعم النشاطات الموسمية ومحاربة البطالة.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال